فلسطين أون لاين

​ماهر صالح : السَّرطان لن يهزمني

...
صورة أرشيفية لماهر صالح
نابلس - خاص "فلسطين"

يجلس وراء مكتبه، يقلب الملفات واحداً تلو الآخر، يوزع ابتسامته ويهديها لكل من يأتيه يطلبه في خدمه أو معلوم، يعطي الأمل رغم الألم الذي يعانيه بعد أن غزا السرطان أعضاءه.

خاض الأربعيني ماهر صالح من مدينة نابلس معركة ضارية ضد هذا المرض منذ ست سنوات، كاد بصبره وأملِه أن يفوز في الجولة الأولى، لكنه بعد سنوات من العلاج بالكيماوي واستبشار الشفاء من الأطباء فوجِئ بالسرطان قد استوطن ثلاثة أعضاء من جسمه.

يقول لفلسطين: "أصبت بسرطان الثدي الذي نادراً ما يصيب الرجال، ثم سرطان الرئة والكبد والعظم وذلك قبل بضعة شهور".

ويشير صالح إلى أنه في البداية أخفى الأمر عن عائلته لمدة شهرين ثم اضطر لإخبارهم بعد أن تجهز لإجراء عملية جراحية.

حياة طبيعية

رغم مرضه الخطير أصر صالح على المضي قدما وبشكل طبيعي فبقي على رأس عمله في شركة كهرباء الشمال يقدم للناس الخير والأمل قبل أن يقدم لهم الخدمات المطلوبة.

ولم يكتفِ صالح بهذا النموذج المشرق والقدوة التي يحتذي بها بل عمل متطوعا مع الهلال الأحمر الفلسطيني وكان حاضرًا في أي مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف: "السرطان لم يؤثر على سير حياتي، فأنا أحاول أن أتعايش معه دون أن يمس تفاصيل حياتي وعملي وأسرتي، لقد زوّجت اثنتين من بناتي خلال فترة مرضي وأمارس عاداتي الاجتماعية كالمعتاد وأشارك الناس أفراحها وأحزانها وأحرص على البقاء بالقرب من الجميع".

ويرفض ماهر نظرة الشفقة من أي أحد، فيصر على البقاء في وظيفته كمدخل ويذهب بنفسه إلى جلسات العلاج الكيماوي، ويمارس النشاطات الميدانية في كافة الفعاليات الوطنية والتطوعية ويردد دوما شعاره الذي بات حكاية بين كل من يعرفه "لن أسمح للسرطان أن يهزمني".