"مفتاح دارنا ضلّ معه، اتصل وحكى لي جهزي حالك للعرس، بدي آجي آخذك بدري، ما بدي أتأخر"، تلك كلمات وصلت من هاتف الشاب أحمد عريقات إلى خطيبته قبيل ساعات من زفاف شقيقته.
120 دقيقة بل قل لحظات قليلة من الفرح، كانت تفصل أحمد عن زفاف شقيقته إيمان إلى عريسها أسامة، من أمام بيته في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، لكن تلك الدقائق لم تكتمل!
الدقائق السابقة كانت طلقات جنود الاحتلال الإسرائيلي أسرع منها، وصولاً إلى قلب وجسد الشاب عريقات (27 عاماً)، أثناء عودته إلى بيته مروراً بحاجز "الكونتينر" الإسرائيلي، الفاصل بين بلدة السواحرة المقدسية ومحافظة بيت لحم.
أحمد، الذي أجل عرسه إلى شهر سبتمبر القادم بعد أن كان مقررًا في مايو الماضي، محاولاً رسم الفرحة على وجنتي شقيقته، في ظل تفشي جائحة كورونا، لم يكتمل حلمه في تحقيق تلك الفرحة، لتقول خطيبته: "راح أحمد وتأخر عليّ العمر كله!".
وأعدم جنود الاحتلال، الشاب عريقات على حاجز الكونتينر، أمس، بزعم محاولته تنفيذ عملية دهس، وهو ما نفته العائلة بشكل كامل.
وقال عماد عريقات، ابن عم الشهيد: "أحمد تأجر سيارة لإتمام مستلزمات زفاف شقيقته، وتوجه لمدينة بيت لحم لإحضار الهدايا، ليواجه إطلاقاً كثيفاً من جنود الاحتلال عقب مروره عبر الحاجز بطريقة سريعة بعد توقفه للتفتيش".
وأضاف عريقات لصحيفة فلسطين: "العائلة فقدت شاباً عزيزاً، وخسرت شيئاً كبيراً، وتحوّل الفرح إلى حزن"، مشيرًا إلى أن خبر استشهاده وصل بعد ساعة من إطلاق الاحتلال الرصاص على أحمد.
وتابع حديثه: "جرائم الاحتلال تتكرر كل يوم، وعلى المجتمع الدولي أن يحاسب الاحتلال"، مؤكداً أن العائلة ستتوجه لمقاضاة الاحتلال على ارتكاب جريمته وإعدام أحمد.
ويعمل الشاب أحمد في متجر خاص، للدعاية والإعلان وتقديم الخدمات للشركات والمؤسسات المحلية.
والشهيد عريقات، عضو في المجلس المحلي الشبابي في بلدة أبوديس، وشخص ذو شعبية وسمعة طيبة بين أهالي بلدته، وكان حسب أقاربه، متلهفا لحضور حفل زفاف شقيقته، الذي كان من المقرر عقده أول من أمس، وكان يجهز نفسه لموعد حفل زفافه القريب، والذي كان قد تأجل بفعل جائحة كورونا.
وفي بيان رسمي لعائلة الشهيد، قال رئيس ديوان العائلة طاهر عريقات: إن "الاحتلال قتل الشاب أحمد وهو مدني أعزل بدم بارد دون رحمة ولا إنسانية".
وأكدت العائلة، أن الشاب عريقات هو شهيد لكل فلسطين، وأنه بريء من أي تهمه يلفقها الاحتلال بحقه، قائلة: "هذا ليس غريب على هذا العدو المحتل أن يزيف الحقائق والمعلومات وسنقوم برفع دعوى قضائية ضدهم بالجريمة".
وأضاف البيان: "سنكشف بكل وضوح الوجه الحقيقي لـ(إسرائيل) القوة القائمة بالاحتلال والقائم على مخالفة كل القوانين والأعراف الدولية، والخروج عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان".
من جهته، زفت القوى الوطنية والإسلامية في بلدة أبو ديس الشهيد عريقات، قائلة في بيان لها: "نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة على إعدام الشهيد".
وتوعدت القوى الاحتلال بأن "تبقى أبو ديس" بوصلة نضالية محدقة بالقدس وباحثة عن الدولة ونضالها مشرع في وجه الاحتلال وجنوده المرتزقة المرعوبين".