ينتظر فؤاد سكيك منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي الحصول على تصريح إسرائيلي يسمح له بالخروج من قطاع غزة المحاصر، ليعالج من السرطان في الأراضي المحتلة عام 1948، ولكن مثل آلاف الغزيين، يؤكد أنه لم يتلق ردّا.
وتفرض سلطات الاحتلال منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني شخص.
ويقول سكيك الرجل الخمسيني إنه كان بحاجة إلى صورة المسح الذري في مستشفيات الداخل المحتل نهاية العام الماضي، وتقدم للحصول على تصريح إسرائيلي له ولزوجته كمرافقة معه، وفوجئ بعدم الموافقة حتى الآن". ويؤكد أن السرطان انتشر في جسمه بفعل أشهر من الانتظار.
وسكيك ليس الوحيد حسبما يقول محمد المقادمة مدير الإعلام في الهيئة العامة للشؤون المدنية بغزة، المسؤولة عن تنسيق العبور إلى أرضي الـ48.
تصاريح السفر
ويقول المقادمة: "كنا نحصل على تصاريح سفر لـ125 مريضا يوميا، أما الآن فنحصل على أربعين أو خمسين تصريحا".
وأضاف أن "التعقيدات الإسرائيلية تزداد، وكل الحجج تندرج تحت بند الأمن"، مؤكدا أن هذه الحجج "غير منطقية وغير معقولة".
وبحسب أرقام صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن 53% من قرابة 3000 مريض تقدموا بطلبات في يناير/كانون الثاني الماضي للحصول على تصاريح، تم رفضهم أو لم يحصلوا على أي إجابة. وتم تأخير أو رفض منح تصاريح لـ61% من مرافقي المرضى.
ويقول مسؤول منظمة الصحة العالمية في غزة محمود ضاهر إن كل ستة مرضى بالسرطان من أصل عشرة، بحاجة الى علاج غير متوفر في القطاع الفقير.
وتحدث رئيس قسم أمراض الأورام والسرطان في مستشفى الرنتيسي بغزة خالد ثابت عن ارتفاع في حالات التشخيص بمرض السرطان في القطاع، مشيرا إلى أن هناك ما بين 1600 و1800 حالة سنويا، أي بزيادة 20% عن السنوات السابقة.
تعطيلات ومبادرات
في العام 2016، تقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بطلبات لمنح تصاريح لنحو 1040 مريضا منعوا من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 لأسباب أمنية، حسبما يقول محامي المركز محمد بسيسو.
ويتابع بسيسو أن المركز "حصل على 418 موافقة حتى الآن"، ولكنه يشير إلى أن بعض التصاريح تأتي بعد فوات الأوان.
وتوفي الفتى أحمد شبير (17 عاما) في يناير/كانون الثاني الماضي بسبب عدم تمكنه من الخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج بسبب مرض في القلب.
وفي قطاع غزة، يسعى البعض إلى إيجاد حلول بديلة تسمح للفلسطينيين الذين لا ينجحون في الحصول على تصريح بالخروج؛ بتلقي العلاج الملائم في القطاع.
ويسعى ثروت الحلو إلى افتتاح أول مستشفى خاص في القطاع مع تسعين سريرا.
وسيحمل ذلك بعض الارتياح لقرابة مليوني شخص يقيمون في غزة، حيث يوجد نقص في الأسرة الطبية بحسب المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة عبد اللطيف الحاج.
ويقول الحاج إنه يوجد 11 سريرا لكل عشرة آلاف مواطن، وهو ما "يشكل عبئا كبيرا على المستشفيات الحكومية"، بينما يبقى دخول المواد والمعدات الطبية بما في ذلك الآلات والمواد الكيميائية المطلوبة في علاج السرطان؛ أمرا معقدا.