فلسطين أون لاين

تقرير الأسير معتصم رداد.. 13 عاماً في صراع مع المرض

...
الأسير معتصم طالب رداد (أرشيف)
غزة- فاطمة الزهراء العويني

لم تقتصر معاناة الأسير معتصم طالب رداد (38 عاما) على معاناة التحقيق والسجن وظلم السجان منذ اعتقاله في 12 يناير 2006، ليتفاجأ بعد عامين من اعتقاله بتدهور حالته الصحية.

للوهلة الأولى اعتقد "معتصم" أن الأمر كغيره من الإرهاق أو المرض الطارئ، لكن هذه المعاناة دامت منذ عام 2008 حتى 2020 دون نتائج طبية واضحة. 

ويعاني الأسير "معتصم" من حالة صحية صعبة بسبب الإهمال الطبي المتعمد والمستمر بحقه وجميع الأسرى في سجون الاحتلال.

وبدأ الأسير رداد، المنحدر من قرية صيدا قضاء طولكرم، هذا العام عامه الخامس عشر على التوالي في سجون الاحتلال من أصل محكوميته البالغة 20 عاما بتهمة تنفيذ أعمال مقاومة.

وذكر عمرو رداد، أن شقيقه "معتصم" مصاب بمرض السرطان الذى نهش جسده بشكل كامل، مؤكدا أن وضعه الصحي في تدهور مستمر.

وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": 13 عاما وشقيقي يعاني دون تشخيص حقيقي لمرضه، فتارة أطباء السجون يقولون إنه سرطان الأمعاء وأخرى  التهابات وثالثة  نزيف دائم، منوها إلى أنه أجرى عدة عمليات داخل السجن تخللها استئصال جزء كبير من أمعائه.

وأضاف: تتزايد المخاوف العائلية حول صحة "معتصم" سيما في ظل تفشي فيروس كورونا، وانقطاع الزيارات، وذكر عمرو أن أحد المحامين أبلغ العائلة بأن الوضع الصحي لمعتصم "في غاية السوء، وأصيب بـهشاشة العظام والشلل بالعصب الأيسر وأن قدمه لا تتحرك".

وأشار إلى أن شقيقه منذ 13 عاما في عيادة سجن الرملة وفي حالة عزل عن بقية الأسرى ولا يوجد معه سوى مرضى مثله، ولا يعلم عن أخبار الأسرى إلا من الزائرين المحدودين للمكان.

وأوضح أن شقيقه "معتصم" لا ينام سوى ساعتين في اليوم من شدة الألم، وقد كان من المفترض أن يجري عملية جراحية سابقا لكن إدارة السجن تذرعت بأن المستشفى مشغول.

ولفت عمرو إلى أن عائلته أقامت لنجلها حملة تضامن واسعة  عام 2013 بهدف الضغط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج المبكر عن "معتصم"، مستذكرا قول قاضية إسرائيلية أبلغته بأن "لا تحلم بأن يتم الإفراج عن معتصم وأن يخرج حياً وأن القاضي الإسرائيلي الذي حكم عليه بعشرين عاماً مجنون أو سكران وكان من المفترض أن يحكم بعدة مؤبدات".

وأكد عمرو أن العائلة حينما فعلت قضية "معتصم" محليا ودوليا منعت سلطات الاحتلال من زيارته، وطلبت منه توقف العائلة عن الحديث عن قضيته، ودلل على ذلك بقول "معتصم": "يكفيني مرضي أنتم تتحركون بالخارج وهم يضغطون علي داخل السجن".

كما قالت والدته "أم عاهد" إن سلطات الاحتلال منعتها من زيارته منذ قرابة العام والنصف وسحبت منها تصريح الزيارة بناء على التحركات العائلية لمناصرة ابنها، قائلة: "في كل مرة أزوره فيها كانوا يتعمدون إذلالي وتأخيري رغم كبر سني ودون مبرر".

وعبرت الوالدة في حديثها لصحيفة "فلسطين" عن قلقها الشديد على صحة "معتصم"، وقالت: "لم نترك بابا للإفراج عنه إلا وطرقناه، ابني يعاني وجعا لا تحتمله الجبال بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له وأدى لتدهور حالته الصحية".

وختمت الوالدة: "لو اهتموا (الاحتلال) بوضعه الصحي منذ البداية لما وصل لهذا الحال، كانوا يكتفون بإعطائه المسكنات ولم يجروا له الفحوصات إلا بعد تدهور وضعه الصحي".