دعت شخصيات فلسطينية وجزائرية إلى العمل الموحد بين الجماهير العربية والفلسطينية للدفاع عن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك في ظل المخططات الإسرائيلية القائمة.
وشدد هؤلاء على ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بمسؤولياتها في قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وحث الدول العربية على موقف جاد إزاء الأخطار المحدقة في الأقصى.
جاء ذلك، خلال ندوة نظمتها مؤسسة القدس الدولية، اليوم، وحملت عنوان: "هل يحاول الاحتلال إعادة تعريف الوضع القائم في الأقصى كجزء من صفقة الضم والاستيلاء: المخطط وسبل المواجهة".
وأكد الباحث المختص في الشأن المقدسي زياد ابحيص أن هناك محاولات حثيثة من الاحتلال الإسرائيلي لإعادة تعريف الوضع القائم في المسجد الأقصى، لافتا إلى أن ذلك مدعوم من "صفقة ترامب التصفوية" التي نصت على إعادة تعريف الوضع القائم في الأقصى والاستيلاء على كامل القدس بحدود الجدار.
وقال ابحيص: سلمت الصفقة السيادة على المسجد الأقصى وإدارته للاحتلال بشكل مطلق، واعتبرته راعياً جيداً للمقدسات، وبأنه حافظ على الوضع القائم بشكل مناسب رغم كل ما شهدته المقدسات الإسلامية والمسيحية من عدوان واحتلال.
وحذر ابحيص من أن هذه البنود والسياسات تعني من الناحية السياسية شطب دور الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، ومحاولة القفز على مشروعيتها الدولية، وجعل مصيرها معلقاً بالإرادة الإسرائيلية وحدها، مشيرًا إلى تراجع دور دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بشكل ملحوظ.
وأشار الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج منير شفيق إلى أن ميزان القوى ليس في مصلحة الاحتلال والإدارة الأمريكية، مؤكدًا أن نقاط القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني قادرة على تغيير المعادلة وتحقيق انتصارات ميدانية واضحة تعيد حضور القضية الفلسطينية إلى الصدارة من جديد وتهزم الاحتلال.
وشدد شفيق على ضرورة العمل على تحرير الأقصى ودحر الاحتلال من كامل الأراضي الفلسطينية، مستدركا: "وهو أمر متاح في حال توحدت عناصر القوة الفلسطينية على أساس المواجهة الشاملة مع الاحتلال".
وحمّل السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن تراجع القضية الفلسطينية، قائلًا: "نقطة ضعفنا هي السلطة الفلسطينية والسياسات التي تتبعها مع الاحتلال ومع قوى المقاومة"، داعيا إلى العمل بشكل ميداني، وتشكيل لجنة من الأمناء العامين في الفصائل الفلسطينية، والعمل على مبادرات شعبية عاجلة.
عامل تفجير
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: "علينا ألا نقع في دائرة الاستسلام وقبول أي مشروع أو صفقة تنتقص من الحق الفلسطيني المتجذر في الأرض، ومن غير المقبول أن نوافق على أي تنازل عن شبر واحد من أرضنا الفلسطينية".
وأضاف حمدان: "نفتح ذراعنا لكل فلسطيني، بعيدًا عن المناكفات والحسابات السياسية، لوضع برنامج وطني لمواجهة الاحتلال، والهدف هو إسقاط الاحتلال ودحره عن فلسطين، وليس التخفيف من حجم اعتداءاته فقط".
واعتبر أن مشروع الاستيلاء عدوان جديد على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية والإسلامية، وتابع: "نحن معنيون بإعادة تفعيل المواجهة مع الاحتلال بالمسارات والوسائل المتاحة كافة ابتداء من الحجر إلى العمليات الفدائية القادرة على وقف مشروع الاحتلال وتحقيق انتصارات وطنية".
وأكد حمدان أن المسجد الأقصى سيكون عامل تفجير في الساحة الفلسطينية "وهو يعادل أرواحنا، فلا نقبل المساس به، ويدرك الاحتلال ذلك جيدًا".
ودعا العلماء ودائرة الأوقاف التابعة للأردن إلى قيادة الحالة الشعبية في القدس المحتلة لمواجهة الاحتلال وصد المشاريع الإسرائيلية التي تنتقص من السيادة الأردنية على المسجد الأقصى، محملًا الأوقاف والجهات السياسية الأردنية مسؤولية تراجع دور الأوقاف في القدس.
ورأى أنه "إذا نجح الاحتلال في الاستيلاء على الضفة الغربية فإن الخطر سيداهم الأردن، وعلى عمان التنسيق مع قوى المقاومة، لمواجهة هذا المشروع الصهيوني الذي ينتقص من الحق الفلسطيني ويهدد السيادة الأردنية".
وختم حمدان أن الحراك الفلسطيني الذي يبدأ من نقطة المواجهة الشاملة مع الاحتلال في الساحات والميادين كافة سيحقق الانتصار الوطني الكبير، مشددا على جميع مكونات الشعب الفلسطيني الانخراط في هذه المواجهة لوقف جرائم الاحتلال في القدس والضفة وغزة.
من جانبه، قال رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري: إن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في الوجدان العربي والإسلامي ولها حضور وتأثير في الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف مقري: علينا التمسك بهذه القضية العادلة، والحفاظ عليها وتسليم هذه الأمانة إلى الأجيال، فهذه القضية لها سفراء من غير الفلسطينيين من مختلف الجنسيات، وهناك العديد من الأحرار الذين وهبوا أنفسهم لدعم القضية الفلسطينية.
بدوره، قال المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمود: إن فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحدهم، إنما تخص الأمة مجتمعة، وعلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه للحفاظ على مقدسات الأمة في أرض فلسطين".
ودعا حمود الحالة الشعبية في القدس المحتلة إلى مواجهة الاحتلال وصد مشاريعه الصهيونية التهويدية ومنعه من تحقيق وقائع جديدة في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا دعم الأمة لنضال الشعب الفلسطيني.
وطالب حمود السلطة الفلسطينية بالاهتمام بالقدس بشكل أكبر والتنسيق مع القوى الفلسطينية لحماية شعبنا الفلسطيني ومقدساته والوقوف في وجه المشاريع التي تنتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية.

