فلسطين أون لاين

​اسعَ ولا تتعجّل

...
غزة - فاطمة أبو حية

أن تضع هدفًا مميزًا وتسعى إليه بكل ما أوتيت من قوة، هو شيءٌ رائع بلا شك، ولكن احذر، فرغبتك في الوصول إلى الهدف قد توقعك في فخ استعجال النتائج، فاستعجالها يبعدك عنها ولا يقربك منها، ذلك لأنك ستظنها تأخرت وبالتالي ستشك في عملك وصوابية طريقه، وشيئا فشيئا ستتراجع عمّا تصبو إليه وستتوقف في منتصف الطريق قبل الوصول لمرادك..

عن استعجال النتائج يتحدث مدرب التنمية البشرية الدكتور مؤمن عبد الواحد لـ"فلسطين"..

حدد طريقك أولًا

يعزو د. عبد الواحد استعجال النتائج إلى عدة أسباب، منها عدم وضوح الطريق، والسير نحو الهدف دون تحديد مدة زمنية له، مبينا: "إذا حدد الشخص أهدافه مسبقا، وقيّدها بفترة زمنية مناسبة لها وكافية لتحقيقها، لن يمر بمشكلة انتظار النتائج قبل موعدها، بل سيكون واثقا دوما من سيره في الطريق الصحيح، ومن التزامه بالوقت المحدد، طالما أنه لم يتجاوزه ويتحرك وفق مخططاته بشكل سليم".

ومن أسباب هذه المشكلة أيضا، وفقا لعبد الواحد تشكيكات الناس، والتأثر بأحاديثهم المثبّطة، والخوف من القادم، والرغبة بالإنجاز السريع.

ويوضح: "الرغبة في تحقيق النجاحات قد تدفع الفرد إلى الاستعجال، لذا إن شعر بهذه الرغبة في نفسه، فليوظف وقته وإمكانياته بشكل مكثف ليصل للنتيجة بأجود ما يمكن، لأن طاقته كما هي زائدة الآن فلاحقا قد تكون متواضعة".

ويبين: "عندما يستعجل الشخص نتاح عمله، ولا يجد أنها قد تحققت، فغالبا سيُصاب بالإحباط، وهذا بحد ذاته مشكلة، ويتفاقم الأمر إن تراكم الإحباط وتغلغل اليأس في الفرد بدرجة تسحبه بعيدا عن الهدف، على اعتبار أن الهدف بعيد والوصول إليه لم يحدث رغم بذل بعض الجهود".

ويقول عبد الواحد: "من يشعر بوقوعه في مشكلة استعجال النتائج، عليه أن يفكر فورا في الهدف ليستعيد قواه، ويساعده في التخلص من هذه المشكلة مرافقة أصحاب النجاحات، والاطلاع على سير الناجحين لاستمداد القوة منهم، ولأن في قصصهم ما يشير إلى أن تحقيق الهدف قد يكون بعد فترة طويلة يتخللها الكثير من العثرات، وأن يبحث في كل مكان عن جرعات الأمل، وألا يتعامل معها على أنها مجموعة من الأكاذيب، بل ينتقي منها الفرد ما يريد، وليدرك أن الإنسان أيا كانت إمكانياته يحتاج لوقفات مع النفس وإعادة استكشاف الذات بين وقت وآخر، ليجدد طاقته وينفض الغبار عن همّته".