فلسطين أون لاين

مصانع الخياطة في غزة تعود للحياة من جديد

...
غزة- صفاء عاشور

تشهد مصانع الخياطة في قطاع غزة حالة من النشاط والعودة للعمل بطاقة إنتاجية تتراوح بين 80 إلى 95 في المائة لأول مرة كما كان عليه الحال قبل تشديد الحصار في عام 2007، وذلك راجع إلى تأثير أزمة فيروس كورونا على النشاط الاقتصادي في العديد من الدول بشكل كبير.

بدءًا من خياطة الكمامات وتصديرها للعالم، مروراً بتغطية احتياجات قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م لكل أنواع الملابس، عادت مصانع الخياطة وعمالها لتشغيل المكن وإخراج ما تم وضعه في المخازن من أجل إنجاز ما هو مطلوب منهم.

وأوضح صاحب مصنع خياطة محمود أبو عودة، أن المصانع في غزة عادت إلى العمل بقوة، حيث انعكس التدهور الاقتصادي الصيني ومنع الاستيراد منه إلى اللجوء إلى مصانع الخياطة في القطاع كبديل.

وقال أبو عودة لصحيفة "فلسطين": إن توقف استيراد الملابس بكل أنواعها من الصين وتركيا وإيطاليا، دفع التجار في الأراضي المحتلة إلى اللجوء إلى مصانع الخياطة في قطاع غزة تجنبًا لخسائر فادحة لديهم.

وأضاف أبو عودة: "تم الطلب من مصانع الخياطة خياطة الكمامات والملابس الواقية، إضافة إلى بنطلون الجينز والشورت، إضافة إلى توفير بعض متطلبات الملابس للسوق المحلي".

وأشار إلى وجود زيادة على طلب الملابس من قبل الطلبات الخارجية، مؤكدا أن مصانع القطاع استطاعت إنجاز هذه المهمة وعاد العمال للعمل في كثير من مصانع الخياطة كما كان الوضع الذي سبق عام 2007.

من جهته، بين العامل في أحد مصانع الخياطة عماد الدحدوح، أنه عاد للعمل بشكل أكبر من السابق خاصة منذ بداية شهر رمضان الماضي، لافتاً إلى أنه يعمل من 10-15 يومًا في الشهر وذلك حسب الوضع الاقتصادي والطلبيات المطلوبة من المصنع.

وقال الدحدوح لصحيفة "فلسطين": "قمنا بتصنيع الكمامات وتصديرها للخارج ومن ثم جاءت للمصنع الذي أعمل به طلبيات لخياطة بلاطين جينز إضافة إلى إنتاج بعض الكميات من الملابس للسوق المحلي والتي هي قليلة مقارنة بما يتم تصنيعه للجانب الإسرائيلي بسبب الوضع الاقتصادي في القطاع".

وأضاف: "نعمل على إنتاج من 300-350 بنطلون يومياً بشكل كامل بحيث يتم تصنيعها من الألف إلى الياء لتذهب إلى خارج غزة ليتم تصديرها مباشرة إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية".

وذكر الدحدوح أن العائد المالي على العمال قد ارتفع خاصة مع زيادة الأيام التي يعملها، لافتاً إلى أنه يحصل في الشهر عن الأيام التي يعمل بها 1200 شيقل، متمنياً أن يبقى الحال في مصانع الخياطة في المستقبل كما هو الآن.

وفي تصريحات صحفية، قال رئيس اتحاد صناعة الملابس والنسيج في محافظات غزة، تيسير الأستاذ: "إن ما يقرب من 3000 عامل عادوا للعمل في مصانع الخياطة خلال الأشهر الثلاثة الماضية".

وذكر الأستاذ أن عدد المصانع العاملة حالياً في القطاع وصل إلى 210 مصانع، حيث تقوم بتصنيع الكمامات، والملابس الواقية، والملابس الرياضية، وملابس الأطفال، والجلابيب والعباءات وذلك بسبب توقف استيرادها من الخارج خلال الأشهر الماضية.

وأرجع الأستاذ أسباب النشاط في عمل مصانع الخياطة إلى وقف الواردات الفلسطينية من الملابس الجاهزة المستوردة من الصين وتركيا، وهو ما أسهم إيجابًا في استئناف نشاط عدد كبير من المصانع التي عملت على سد النقص في السوق المحلية من هذه المنتجات المستوردة.