فلسطين أون لاين

تزايد شكاوى مزارعي الضفة الغربية من غزو "بطيخ المستوطنات"

...
غزة- طلال النبيه

تتزايد شكاوى مزارعي الضفة الغربية المحتلة، من قصور وإهمال حكومة اشتية لمشاريعهم الزراعية وتركهم "فريسة" أمام المنتج الإسرائيلي الذي يغزو السوق الفلسطيني دون رقابة حكومية.

وتفاقمت معاناة مزارع البطيخ، هذا الصيف، عقب انتشار "بطيخ المستوطنات" في الأسواق المحلية الفلسطينية، ليكون المزارعون عرضة لخسائر باهظة تصل إلى 15 ألف شيقل لكل 10 دونمات زراعية.

وينتشر "بطيخ المستوطنات" المختوم، في متاجر الفلسطينيين بمدينة رام الله، قرب مقر المقاطعة، الأمر الذى أحدث غضبا في صفوف المزارعين وسط اتهامات لحكومة اشتية بالتقصير تجاههم.

وأوضح المزارع معن صوافطة أن تكلفة زراعة شتلة البطيخ الواحدة تبلغ من 4 إلى5 شواقل تقريباً، عدا عن تكاليف السماد والري الخاصة بها.

وأشار صوافطة لصحيفة "فلسطين" إلى أن بطيخ المستوطنات يؤثر سلباً على منتجات الأغوار، ما يضطر المزارع لخفض سعره.

وذكر أن تكلفة زراعة 10 دونمات زراعية تصل إلى 30 ألف شيقل، وخسارة نحو 600 ألف شيقل لكل 250 دونما زراعيا.

ويبدأ موسم زراعة البطيخ في الأغوار الشمالية، من 25 مايو أيار إلى نهاية شهر حزيران يونيو.

وناشد صوافطة الجهات الحكومية ضرورة ضبط السوق المحلية لحماية مزارعي البطيخ، وصولاً إلى الضبط الكامل لحماية الأرض الفلسطينية والإنتاج الوطني.

وبحسب المزارع فإن الأغوار الشمالية تزرع 1500 دونم، تنتج بمعدل 6 أطنان بطيخ لكل دونم.

من جهته، أوضح رئيس اتحاد المزارعين في الضفة عباس ملحم، أن غزو "بطيخ المستوطنات" السوق الفلسطيني يدمر مزارعي الأغوار الشمالية، تزامناً مع ملاحقة الاحتلال لهم.

وقال ملحم: إن حكومة اشتية مقصرة في ملاحقة المهربين، سيما وأن خطورة منتج الاحتلال مركبة ومتراكمة، ومآلاتها ستؤدي لتدمير المزارع الفلسطيني وتحقق خسائر باهظة، لتصل في نهاية المطاف لاستيلاء الاحتلال على الأرض الفلسطينية.

وأضاف لصحيفة "فلسطين": إذا لم يزرع الفلسطيني في الأغوار أرضه، ستكون معرضة للمصادرة من سلطات الاحتلال، ويستفيد منها المستوطنون، مؤكداً أن تلك الإجراءات خطر استراتيجي على الأرض الفلسطينية الزراعية.

وذكر أن البطيخ ينتشر في أسواق رام الله، أمام أعين الجهات الرقابية والحكومية، منوهاً إلى وجود قانون فلسطيني يمنع تسويق منتجات المستوطنات، ويجرم القائمين على تسويقها.

وشدد على ضرورة إنفاذ القانون، وتحويل كل من له علاقة في تهريب "بطيخ المستوطنات" ومنتجاتها الزراعية إلى الأسواق المحلية إلى القضاء، ومحاكمتهم وردعهم.

وحذر من استمرار تلك السياسة المتبعة حكومياً، مع قرب موسم العنب التي تشتهر به مدينة الخليل، قائلاً: "ما يهمنا ألا نرى أي منتج إسرائيلي في أسواقنا"، لافتا إلى أن اتحاد المزارعين سيقوم بحملات نقابية وميدانية لمواجهة ذلك في الأيام القادمة.

ودعا ملحم الحكومة إلى ضبط إجراءاتها والعمل على ملاحقة من يهرب البطيخ الإسرائيلي إلى الأسواق المحلية، قائلاً: "الحكومة يلقى على عاتقها المسؤولية الأولى لوقف هذه الظاهرة".

وتتمثل أهمية الأغوار الشمالية بأنها سلة غذاء الضفة الغربية من الخضار والفاكهة؛ كون أراضيها الزراعية من أخصب الأراضي في فلسطين، وأغلب مزروعاتها مروية مع توافر المياه طوال العام.