ألقت جائحة كورونا على كل مناحي الحياة في قطاع غزة، حتى بات قطاع المياه الذي يعد عصب الحياة لمليوني فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر، مهددا بسبب الفيروس من جهة، والحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 عامًا من جهة أخرى.
وأدت جائحة كورونا لامتناع المانحين الأوروبيين عن القدوم إلى قطاع غزة المحاصر منذ مطلع العام الجاري، للمشاركة في الإشراف، ومتابعة المشاريع الخاصة بالمياه في القطاع غزة.
وذكر تقرير سابق للأمم المتحدة، أن قطاع غزة سيصبح مع حلول عام 2020 منطقة غير صالحة للعيش والحياة بسبب تراجع نسبة المياه الصالحة للشرب، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وقلة الموارد المائية.
جودة المياه
وأكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل، أن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وجائحة كورونا أدت إلى امتناع المانحين من الوصول إلى قطاع غزة للمشاركة في الإشراف، ومتابعة المشاريع الخاصة بالمياه.
وبين أهل لصحيفة "فلسطين" أن جائحة كورونا زادت من طلب واستهلاك المواطنين على المياه لاستخدامها في أعمال التعقيم بهدف الوقاية من الفيروس، مشيرًا إلى أن الطلب على المياه يزداد بشكل كبير جدًا مع بداية فصل الصيف.
وقال: "إن بلديته تعمل على توفير احتياجات المواطنين من المياه رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها وعدم قدرتها على توفير الوقود اللازم لمحطات وآبار المياه لعدم قدرة المواطنين على تسديد التزاماته المالية لصالح البلدية".
وذكر أن بلديته حسنت من نوعية وجودة المياه الواصلة لمنازل المواطنين من خلال خلط مياه الآبار التي تنتج مياهًا مالحة بأخرى منخفضة الملوحة، بهدف الوصول إلى مياه مقبولة للمواطنين.
وعن شكوى المواطنين عن شح وانقطاع المياه، قال أهل: "إن شكوى المواطنين قديمة جديدة ودعونا المواطنين خلال الأعوام الماضية لترشيد استهلاكها وتوفير خزانات مياه أرضية لمنع نقصها في البيوت ولتجاوز مشكلة الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي لاسيما في فصل الصيف الذي يزداد فيه استهلاك المياه".
وذكر أن بلديته تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق توافق بين جدولي توزيع المياه والكهرباء ولكن هناك صعوبة في ذلك بسبب أن جدول الكهرباء حاليًا دائم غير ثابت وساعات انقطاع التيار كبيرة.
زيادة الطلب
بينما أرجع رئيس قسم المياه في بلدية خانيونس ياسر شعت، أسباب عدم وصول المياه لمنازل بعض المواطنين لانقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة البلدية على توفير الوقود اللازم لتشغيل مضخات وآبار المياه لعدم قدرة المواطنين على تسديد التزاماتهم المالية لصالح البلدية ولوقف الدعم المالي من قبل المؤسسات المانحة للبلدية.
وبين شعت لصحيفة "فلسطين" زيادة إقبال المواطنين على المياه مع بداية فصل الصيف جراء ارتفاع درجة الحرارة إلى جانب استخدامها بكثرة للوقاية من فيروس كورونا.
وذكر أن فيروس كورونا تسبب في امتناع المانحين الأوروبيين عن القدوم إلى قطاع غزة للمشاركة في الإشراف، ومتابعة المشاريع الخاصة بالمياه، منذ نحو عام ونصف العام بسبب جائحة كورونا.
وأكد شعث أن بلديته تسعى إلى تأمين وصول خدماتها للسكان من خلال تشغيل مولدات الكهرباء في حال انقطاع الكهرباء في ظل الظروف الراهنة وشح الموارد والإمكانيات، مبينًا أن الشهر الماضي تم ضخ 880 ألف كوب مياه للسكان، مشيرًا إلى أن بلديته تعمل على زيادة كميات المياه الواصلة للمواطنين في ظل زيادة الطلب عليها.
وأشار إلى أن بلديته تعمل بشكل مستمر مع شركة الكهرباء لتوفير المياه للمواطنين لمرافقها الحيوية كخزانات وآبار المياه، داعيا السكان إلى ضرورة الحفاظ على مصادر المياه واتباع إرشادات البلدية لتقنين وترشيد استهلاك المياه في ظل زيادة الطلب عليها بسبب جائحة كورونا وارتفاع درجات الحرارة وقدوم فصل الصيف.
ويشهد قطاع المياه والكهرباء في قطاع غزة أزمات متلاحقة منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل قرابة 14 عاما، ولا زالت محطات وآبار المياه في القطاع تتأثر بغياب التيار الكهربائي، وتشهد تراجعاً حادًّا في وصول المياه إلى السكان كافة.