بعد رحلة دامت 6 أشهر حول العالم، ضربت خلالها بكابوس فيروس كورونا، وانقلب فيها العالم رأسا على عقب، وأفرغت المحيطات بشكل كبير من السفن الأخرى، بلغت آخر سفينة سياحية تجوب بحار ومحيطات العالم وجهتها النهائية أخيرا، ولكن شتان الفارق ما بين بداية الرحلة ونهايتها.
والاثنين، أكدت شركة "فينكس ريزين" المشغلة للسفينة السياحية "ام في أرتانيا" رسوها في ميناء بريمرهافن الألماني، لتنهي رحلة ملحمية شهدت العديد من التقلبات في مسارها وتوقيتاتها.
وأبحرت السفينة، التي يمكن أن تحمل ما يصل إلى 1200 راكب، من هامبورغ في ألمانيا في 21 ديسمبر 2019، في رحلة حول العالم كانت مقررة لمدة 140 يومًا، ولكن حين انتهت الرحلة أخيرا لم يكن متبقيا على متن السفينة الضخمة سوى 8 ركاب.
القصة بالتفصيل كان بطلها فيروس كورونا الذي ضرب السفينة في مارس الماضي، حين تبين أن 36 راكبًا على متنها قد أصيبوا بالفيروس الفتاك، وذلك بعد إجراء فحص طبي بواسطة مسؤولي الصحة الأستراليين، حين رست السفينة في فريمانتل، غربي أستراليا.
وبعد تم إنزال المصابين وعزلهم في مستشفيات محلية، توفي 3 أشخاص كانوا على متن السفينة منذ ذلك الحين، وهما اثنان من الركاب، يبلغان 69 عاما، و71 عاما على الترتيب، بالإضافة إلى أحد أفراد طاقمها، وكان يبلغ من العمر 42 عامًا.
وبقي باقي ركاب السفينة في الحجر الصحي على متنها، حتى تحل مواعيد رحلات العودة الاضطرارية إلى أوطانهم.
وبينما عاد المئات منهم لاحقا، معظمهم يحملون الجنسية الألمانية، من غرب أستراليا إلى فرانكفورت على متن طائرات، بقي عدد قليل في المستشفيات الأسترالية.
لكن 8 ركاب فقط قرروا العودة إلى الوطن على متن السفينة ذاتها، عبر المحيط، وليس عبر الطائرات، وقد منحهم ذلك لقب "آخر ركاب سفينة سياحية" في البحر.
وخلال الشهور الستة التي استغرقتها الرحلة الحزينة، تابع هؤلاء كيف تبدلت أحوال العالم، فقد أغلقت دول أبوابها وأعادت فتحها مرة أخرى، وتوفي مئات الآلاف بالفيروس وأصيب الملايين، وتغيرت حياة سكان الأرض، كل ذلك أثناء بقاء "أرتانيا" في البحر.
وقد بقي حوالي 75 من أفراد الطاقم على متن السفينة حتى بريمرهافن للمساعدة في ضمان التشغيل السلس للسفينة، وفق ما نقلت "شبكة سي إن إن".