فلسطين أون لاين

أفراح غزة في زمن كورونا.. التعقيم والوقاية أولًا

...
غزة-هدى الدلو

لم يكترث لأشعة الشمس في وقت الظهيرة، واكتفى بقبعة على رأسه لتحجب حرارتها عنه، بغية إكمال عمله في تنظيف وتعقيم الصالة، وإتمام تنفيذ التعليمات التي صدرت عن الوزارات المختصة، في إحدى الصالات الواقعة على شاطئ بحر غزة، بعد مدة من إغلاقها بسبب جائحة كورونا.

هناك قسم العاملون أنفسهم إلى فرقتين: الأولى تعمل خارج القاعة بأعمال التنظيف والدهان وغيرها، وأخرى بداخلها لغسل النوافذ ومفارش الطاولات وأغطية الكراسي وكيهم وإعادة فرشهم مجددًا، إلى جانب شطف الأرضيات وغسلها باستخدام مواد التعقيم والكلور.

الشاب عيسى الموظف في إحدى صالات الأفراح انشرح صدره عند سماعه قرار إعادة فتحها، لكون عمله فيها هو مصدر الدخل الوحيد لعائلته، "فطيلة المدة الماضية التي شهدت إغلاق صالات الأفراح كنت في بوتقة العاطلين عن العمل، ومررت بظروف اقتصادية صعبة" يقول لصحيفة "فلسطين".

لكنه عاد يوم الجمعة الماضي إلى عمله بهمة عالية ونشاط، ذلك بعد انقطاع عنه دام نحو شهرين أي منذ صدور قرار في غزة بإغلاق جميع صالات الأفراح، والأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنع أي حفلات في الشوارع ضمن الإجراءات الهادفة للوقاية من فيروس كورونا.

يضيف عيسى لصحيفة "فلسطين": "لن أتكاسل عن تنفيذ أي تعليمات بل سأطبقها بحذافيرها، وخاصة تلك التي تصدر عن الجهات الحكومية وإدارة الصالة حتى لا أفقد عملي مجددًا".

أكمل ترتيب المقاعد بعضها فوق بعض للتخفيف من عددها، متابعًا: "سيزيد ضغط العمل علينا العمال، خاصة في تطويع الناس من أجل تنفيذ القرارات المطلوبة".

ومن الإجراءات والضوابط التي حددتها وزارة الصحة في غزة لإعادة تشغيل صالات الأفراح: تخفيف القدرة الاستيعابية للصالة لتحقيق التباعد، وتوسيع المسافات بين الحضور، وارتداء الكمامة، والتهوية الجيدة، والتطهير والتعقيم لمرافق الصالات كافة.

كما شملت الضوابط: منع دخول الأطفال وكبار السن الذين يتجاوزون من العمر 60 عامًا، ومن يعانون أمراضًا مزمنة، أو ضعف المناعة، وكذلك إغلاق صالات ألعاب الأطفال الملحقة.

وفي صالة أخرى، كانت رائحة الكلور والمعقمات تفوح في المكان، حيث كان بضعة عمال ينفذون تعليمات يوجهها لهم مسئول الصالة الذي يراقبهم من كثب لمتابعة سير العمل بدقة، ثم يطلب من اثنين منهم حمل طاولة مستطيلة الشكل لتوضع على بوابة القاعة، وتقف خلفها إحدى الفتيات المسئولة عن تنظيم الفرح وترتيبه، ومتابعة المدعوات، وكتابة أسمائهن والمعلومات في إجراء احترازي.

من جهته يقول عامر سلمي، صاحب صالة أفراح في غزة: "إن فيروس كورونا الذي انتشر عالميًّا تسبب في تعطيل الاستفادة من الموسم على أصحاب الصالات كافة، وقطع عليهم الطريق، خاصة عندما اعتمد الناس نظامًا جديدًا في إقامة أفراحهم بالبيوت".

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" يقول: "سأعلم بدوري قبل إتمام أي حجز للصالة أصحاب الفرح بالتعليمات والشروط، وأهمها عدد المدعوين، وعدم اصطحاب الأطفال وكبار السن، ومن يعاني أمراضًا مزمنة".

ولن يكتفي بذلك القدر، بل سيعلق لافتة كبيرة على باب الصالة بالتعليمات التي يجب الالتزام بها، لضمان استمرار فتحها، وعدم فقدان مصدر رزقه.

وخُفف عدد المقاعد والطاولات بداخل الصالة، فإذا كانت تسع 700 شخص، فلن يتعدى الحضور فيها في زمن كورونا 300 شخص، وسيتعين عليه تعيين موظفات خدمات، واحدة منهن لدورة المياه لتنظيفها بعد كل استخدام، وتوفير المعقمات والصابون.

ويشير سلمي إلى أنه سيعتمد مع زبائنه نظام البطاقات، في العادة الدعوة الواحدة ممكن أن يحضر بها 10 نساء مثلًا، ولكن البطاقات تقيد عدد الحضور لضمان عدم حدوث المشاكل والتجاوزات.

ومن هذه الشروط أن توفر صالات الأفراح شفاطات هواء بقدرة تغيير معدل الهواء 20 مرة في الساعة، وعدم تشغيل المراوح بداخلها ويمكن استخدام أجهزة التكييف، وأن تُنظف وتطهر الصالة قبل الاستخدام وبعده مباشرة بما يشمل الكراسي والأرضيات والجدران، وغيرها من الشروط والضوابط.