نعى رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" السابق خالد مشعل، إلى جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، وأحرار العالم القائد الوطني رمضان عبد الله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وقال مشعل في كلمة مصورة الأحد، أنعي إلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم القائد الوطني رمضان شلح، رفيق الدرب وشريك المسيرة نحو القدس وفلسطين على طريق الجهاد والمقاومة.
وأضاف أن شلح رحل عنا بعد سنوات حافلة بالجهاد والعطاء، وبعد مرض عضال ألم به في سنواته الأخيرة، خسرته فلسطين، وخسرته المقاومة، وخسرته حركة الجهاد، مستدركا لكنه باق في الذاكرة والقلوب، نهجه مدرسة يسير الناس عليها، ويتناقلونها.
وتابع عشت معه ربع قرن من المزامنة في العمل والنضال، سنوات الانتفاضة، حروب العدو على غزة، دافعنا عن مقاومتنا وشعبنا معا، أدرنا معاركنا معا، تعاونا، تزاملنا، كان كل منا ردءا وسندا لأخيه، كان كل منا عونا للآخر، يسترشد بفكره ويستهدي برأيه ويستقوي بنفسه، سنوات ما زالت محفورة في القلب والذاكرة.
ولفت إلى أن شلح تسلم راية الجهاد بعد شقيق روحه ورفيق دربه الشهيد فتحي الشقاقي، ثم استلم الراية من بعده رفيق روحه الأخ أبو طارق النخالة، وما بين الاستلام والتسليم كبرت الجهاد في عهده، اشتد عودها، قويت، أصبحت اسما لامعا، تراكمت إنجازاتها وعطاؤها، وأصبحت محفورة في التاريخ الفلسطيني بحروف منذ ذهب.
وأكد مشعل أنه على الصعيد القيادي كان شلح قائدا كبيرا، صاحب عقلية متميزة فذة، صاحب قرار يملك رؤية لا يحيد عنها، يملك وعيا، بوصلته واضحة، لا يساوم، وعلى الصعيد الفكري أكاديمي مثقف كبير قارئ نهم للمعرفة والعلم.
وشدد مشعل على أن القائد شلح كان على الصعيد الوطني قامة كبيرة، وحدويا بطبعه وبفكره، تعامل مع الجميع، مد يده للجميع، تعامل وناضل مع شركائه في مسيرة المقاومة وفي المسيرة الوطنية الفلسطينية.
ولفت إلى أنه على الصعيد الإنساني والأخلاقي كان شلح لطيف المعشر، قريبا للقلب، دافئ المشاعر، تأنس له، تحب أن تجالسه وأن تسمع منه وتُسمعه.
وعلى صعيد الأمة، أكد مشعل أن الأمة كانت حاضرة في قلبه وعقله كما الوطن حاضر، فهو كان متوزانا في جمعه بين هذه الانتماءات التي هي دوائر لها مركز واحد، أن تكون فلسطينيا، وأن تكون عربيا، وأن تكون مسلما، وأن تكون إنسانيا، وأن تٌعنى بهم شعبك وبهم شعوب الأمة، وفي الإنسانية كان أبو عبد الله كذلك، لذلك خسارتنا فيه كانت كبيرة.
وتقدم مشعل بأحر التعازي للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أبو طارق النخالة وإخوانه في الحركة وشركائه في القيادة، مردفا كنا معنا في الماضي، وسنبقى معا حتى النصر والتحرير والعودة.
كما تقدم مشعل بأحر التعازي لعائلته ولكل فصائل المقاومة وأبناء فلسطين، فمصاب كبير نشترك فيه، لكننا واثقون أن الطريق الذي سار عليه أبو عبد الله سيثمر وسيصل لمبتغاه إلى شاطئ النصر والعودة.
وأضاف أن ما زرعه أبو عبد الله سيحصده اللاحقون من بعده، حسبه أنه سار على الدرب، ناضل وضحى، وأعطى عطاء عظيما رفع قضيته ورفع حركته وتعاون مع الجميع، مشيرا إلى أنه كان نموذجا للصلابة والاستقامة السياسية والوعي والفكر العميق.
وتمنى مشعل الرحمة الواسعة للقائد شلح، وأن يجزيه عن فلسطين والقدس والأقصى والأمة وخيار المقاومة خير الجزاء.