فلسطين أون لاين

​في الأهداف.. "داري على شمعتك"

...
غزة - فاطمة أبو حية

من الدارج استخدام مقولة: "داري على شمعتك تقيد" في كثير من المواقف، ذلك لأن تنفيذ بعض الأمور بعيدًا عن معرفة الآخرين بها يساعد في إنجازها، لأسباب مختلفة، وممّا تنصح الدراسات بـ"المداراة" عليه، الأهداف، إذ توصل باحثون في جامعة أمريكية إلى أن الحفاظ على سرية الأهداف يساعد صاحبها على إنجازها، وتكون فرصه في الوصول إلى مسعاه أكبر مما إذا أخبر الآخرين بها..

أقل من الهدف

ويقول أخصائي التنمية البشرية الدكتور مؤمن عبد الواحد: إن الحفاظ على سرية الهدف يساعد بالفعل في تحقيقه، وذلك لأسباب تتعلق بالشخص نفسه وأخرى ناتجة عن البيئة المحيطة.

ويضيف لـ"فلسطين": "من أجل تحقيق الهدف، يجب أن يحتفظ الإنسان بخصوصيته، وبتفاصيله، وبما يتمتع به من قدرات وإمكانات"، متابعًا: "في بعض الأحيان تكون البيئة المحيطة بالفرد مليئة بالمحبطين والمثبطين، فيشعروه على الدوام بأنه لن يحقق أي إنجاز، وأنه لا يملك القدرات الكافية للوصول إلى إنجازاته، وأن إمكاناته أقل من المستوى الذي يطمح إليه، وربما يكثرون من استعجاله فيتعثر".

ويواصل: "إخفاء الأهداف يكون في بعض الأحيان مرتبطًا بالفرد نفسه، لأنه إن أخبر الآخرين بما يسعى إليه سيجد نفسه محاصرًا بالتفكير في نظرتهم له ورأيهم فيه، وسيحرص على الوصول إلى مراده بسرعة من أجل صورته أمامهم، خاصة إذا كان قد أخفق أكثر من مرة في تحقيق بعض أهدافه، لأن من تعرض للإخفاقات المتتالية يكون أكثر تأثرًا برأي الناس فيه، وكذلك فإن احتمال إحباط الآخرين له أكبر لمعرفتهم بفشله السابق، وربما يثنونه عن المضي في الطريق قبل أن يبدأ خطواته الأولى فيه".

وبحسب عبد الواحد، فإن التركيبة النفسية للشخص عامل مهم في تحديد مدى تأثره بالآخرين، ففي الوقت الذي يجدر فيه بمعظم الناس أن يحافظوا على سرية أهدافهم لحماية أنفسهم من المثبطين، هناك من يلزم الإعلان عمّا يخططون له لتكون معرفة الآخرين بالهدف وانتظارهم لتحققه سبب تحفيز على مواصلة العمل لأجله.

ويلفت إلى أن فكرة إخفاء الأهداف تسري على المبتدئين في محاولة تحقيق النجاحات، بينما الناجحون لا يتأثرون بالآراء السلبية من حولهم، وأحيانًا يكون حديثهم عن أهدافهم ضروريًا لكونهم قدوة لغيرهم.

ويؤكد عبد الواحد أن الحفاظ على سرية الأهداف لا يتعارض مع أخذ المشورة، فالفرد يتحدث عن أهدافه لمن يرغب باستشاراته، لكن مع ضرورة اختيار المُستشار بعناية، بحيث يكون محبًّا للخير لمن يستشيره، وباحثًا عن مصلحته، وصاحب علم وخبرة ورأيه موثوق.