فلسطين أون لاين

الحرب المنسية.. هزيمة أمريكا التي لا تنسى!

أذكر "ترامب" الرئيس الأمريكي الـ45 أن هزيمة مدوية حدثت لبلاده، في حرب استمرت أربع سنوات (1801/1805) في عهد سلفة الرئيس الثالث للدولة الوليدة "تومساس جيفرسون"؛ وذلك أمام والى طرابلس الغرب (يوسف باشا القرماني)، يوم كانت ولاية عثمانية..

تناسى الأمريكيون هذه الهزيمة المرة؛ فسموها الهزيمة "المنسية".

الخلاصة أن هذه الهزيمة تمت على الأرض العربية؛ في إيماءة إلى ما تنتظره الولايات المتحدة الصهيوأمريكية من ويلات وهزائم؛ ربما في عهد هذا الرئيس الهمجي، أو من سيأتي بعده من الهمج.. الكيل طفح، وجبناء الصهاينة العرب إلى مزبلة التاريخ..

الصحوة العربية آتية لا محالة..

التاريخ ديوان العبر..

بعيد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا 1776علي يد (جورج واشنطن) وبمساعدة عربية سنتحدث عنها لاحقًا سرعان ما قامت تجرب قوتها في التجارة فيما وراء البحار؛ إلا أنها لم تكن تملك القوة البحرية كسواها من قوى سبقتها!

وهكذا اعترضتها البحرية الجزائرية والطرابلسية في مياه البحر المتوسط لتدفع الضريبة وتخضع لقوانين هذه القوى العربية.

ولما اشتد ساعدها حاولت التنصل من عهودها وتعهداتها بالدفع؛ فما كان من رجال بحرية والي طرابلس الغرب إلا أن تصدوا عام 1785 لرأس الأسطول الأمريكي الفرقاطة (فيلادلفيا) أمام ميناء (قادس) جنوب اسبانيا، وكان علي متنها 44 مدفعا و308 من البحارة، واستسلموا جميعا، وعلى رأسهم قائدها..!!

كما أمر الوالي القرماني بوضع صاري تلك الفرقاطة على قلعة السرايا الحمراء تشهيرا بهذه الهزيمة.. لكن هوس هذه الحملة الغازية دفعه إلى أن يدمر هذه الفرقاطة حتى لا تكون غنية سائغة..

وهكذا لم تجد القيادة الأمريكية المعتدية الا أن تتفاوض صاغرة فتوقع اتفاقية تقضي بإعادة دفع الضرائب وافتداء الأسرى والخضوع التام لإملاءات والي طرابلس الذي استبسل في الدفاع عن شرف ولايته وشعبه كان ذلك في 5 أيلول 1795.

يذكر التاريخ أن الأمريكان عادوا يتلكؤون ويتهربون من الاتفاقيات.. وهنا قام يوسف باشا بحراق العلم الأمريكي أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس بعد أن وبخ القنصل الأمريكي وطرده شر طردة.

وتوالت المناكفات حتي اضطر الرئيس الأمريكي (جيفرسون) لتوقيع اتفاق لإنهاء الحرب في 10 حزيران 1905 أي بعد اشتعالها مدة أربع سنوات، وقد ظلت أمريكا تدفع هذه الإتاوة صاغرة حتي عام 1812..!

ما أشبه الليلة بالبارحة..

فيما كان والي طرابلس يدفع البلاء عن بلاده وشعبه كان أخوه (أحمد بك القرماني) والي برقة والشرق الليبي يتعامل سرا مع الغزاة الأمريكان للإطاحة بعرش أخيه، لقاء ضم ولاية أخيه إليه تحت الراية الأمريكية لو تم لها النصر..

النهاية انتصر (يوسف باشا) وانتصرت طرابلس، واندحرت أمريكا مهزومة مرذولة مع كلابها وعملائها..

الهزيمة للصهيوأمريكية آتيه لا بد منها..