فلسطين أون لاين

هدم تجمع "عين حجلة".. أولى خطوات قرار الضم الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
غزة - نور الدين صالح

ضمن مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتنفيذ قرارها المعلن بضم نحو 30 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، أقدمت تلك السلطات، أمس، على هدم تجمع عين حجلة البدوي شرق مدينة أريحا بشكل كامل، بعد اقتحام وإغلاق المنطقة.

وشرعت سلطات الاحتلال بهدم التجمع الذي تقطنه ثماني عائلات فلسطينية، دون تسليمهم أي إخطار مكتوب في ذلك، وهو ما عدّته شخصيات فلسطينية، ضمن محاولات الاحتلال لتطبيق صفقة ترامب التصفوية، التي منحت أجزاء واسعة من الضفة الغربية لـ(تل أبيب).

وأفاد عيد أبو داهوك، أحد ممثلي تجمعات البدو في أريحا وشرقي القدس، بأنّ سكان التجمع تفاجؤوا في الصباح الباكر بتجمع جرافات كبيرة تابعة لسلطات الاحتلال، من أجل هدمه.

وأوضح أبو داهوك لـ"فلسطين"، أنّ جرافات الاحتلال منعت وصول المواطنين للتجمع واعتقلت جميع سكان التجمع، وصادرت ممتلكاتهم، لافتًا إلى أن عددهم يصل إلى 34 فردًا.

وعدّ هدم التجمع الذي يقع في مناطق (ج)، بداية لتطبيق "صفقة ترامب"، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى لإزالة التجمعات الموجودة في الضفة الغربية منذ سنوات طويلة، حيث يوجد 276 تجمعًا وجميعها في مناطق (ج).

وشدد على أن سكان التجمع "لم ولن يغادروا المكان، حيث بدأوا بإعادة بناء التجمع فور خروج جيش الاحتلال منه، عبر إقامة خيمة هناك"، مضيفًا أن السكان توجهوا لمحافظ أريحا للمساعدة في البناء، "ووعدهم بذلك".

وطالب أبو داهوك، الكل الفلسطيني على صعيد المؤسسات الرسمية والمجتمعية، بضرورة التكاتف والتوحد من أجل صد عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية ووقف سياسة هدم المنازل، ومساعي الاحتلال لتحويل الضفة إلى "كنتونات".

كما دعا إلى دعم صمود السكان القاطنين في تجمع "عين حجلة" والوقوف معهم في إعادة بناء ما تم هدمه.

ونفذت سلطات الاحتلال خلال الأيام الماضية عمليات هدم لعدة منازل في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس، وسلّمت آخرين اخطارات تمهيداً لهدمها خلال الفترة المقبلة.

بدوره، قال محافظ أريحا والأغوار الشمالية، جهاد أبو العسل، إن الاحتلال يسعى لتمرير مخططاته التهويدية وما تُسمى بصفقة ترامب، عبر هدم البيوت وطرد ساكنيها.

وأضاف أبو العسل لـ"فلسطين"، أن "الاحتلال يظنّ أنه بإجراءاته العنصرية سيكسر عزيمة المواطنين، لكنّ هذا لن يحدث مُطلقاً، ولن يرفع الفلسطينيون الراية البيضاء".

ووصف الاحتلال بأنه "جيش عصابات وليس له أخلاق ولا احترام ولا قيمة"، مشيراً إلى أنه يمارس جرائم القتل والتشريد وسرقة أراضي الفلسطينيين".

إلى ذلك، عدّ القيادي في حركة حماس د. عبد الحكيم حنيني، عملية الهدم التي تمت في التجمع البدوي "دير حجلة" وتصاعد الاعتداءات في أرجاء الضفة الغربية والقدس، "محاولة من الاحتلال وحكومته لفرض وقائع الضم على شعبنا".

وأكد حنيني في تصريح صحفي، أن صد محاولات الاحتلال للسيطرة على أراضي الأغوار يتطلب وقفة ميدانية، وتفعيل لجان المقاومة الشعبية في كافة محافظات الوطن لدعم الأغوار وأهلها. ودعا إلى مسيرات جماهيرية من كافة محافظات الوطن باتجاه الأغوار، للتأكيد على أن الأرض الفلسطينية وحدة واحدة لا تتجزأ وأن مشاريع الضم والاستيطان لن تمر.

وحيّا أبناء الشعب الفلسطيني في الأغوار الذين يواصلون الرباط فوق أرضهم، فهم عنوان للصمود الفلسطيني والإصرار والبقاء، فخيامنا جاهزة للعيش والاحتلال إلى زوال، كما قال.