فلسطين أون لاين

​أمضى "17 عامًا" في السجون

المحرر "المغاري".. ضحية ظلم الاحتلال

...
الأسير المحرر حاتم المغاري (تصوير ربيع أبو نقيرة)
رفح - ربيع أبو نقيرة

لم يثن حكم الاحتلال بحق الأسير المحرر حاتم فايز المغاري (37عاما) بالسجن لمدى الحياة عزيمته ولم يكسر إرادته، بل سعى بكل الطرق والوسائل المتاحة أمامه، للتخلص من الظلم الواقع عليه.

المغاري قال في حديثه لصحيفة "فلسطين" عقب الإفراج عنه بعد "17 عاماً" أمضاها متألماً في سجون الاحتلال ومقهوراً، أنه تعرض للظلم عندما حكم عليه الاحتلال بالسجن مدى الحياة لحادثة قتل جنديين إسرائيليين في رام الله لم ينفذها.

وفقد المغاري أثناء سجنه شقيقيه رامي وشادي اللذين استشهدا عام 2004، وابن عمه الشهيد عماد المغاري، كما فقد والده الذي فارق الحياة قبل نحو عامين دون أن يتمكن من معانقته واحتضانه محررا، وفق حديثه.

وقال: "مكثت 17 عاما في سجون الاحتلال ظلماً وعدواناً، فقط لأني كنت أعمل شرطيا داخل مركز شرطة في رام الله وتم اعتقالي على قضية مقتل جنديين في ذات المكان عام 2000، والحكم علي عام 2004 بالسجن لمدى الحياة".

وأضاف المغاري: "أنا لم أفعل شيئا، ولم أقتل أحدا"، مشيرا إلى أن الاحتلال حكم عليه بالسجن مدى الحياة ظلماً.

ولفت إلى أنه لم يصمت على ظلم الاحتلال، واستمر في مراسلة المؤسسات الحقوقية والمحامين، إلى أن وكل أحد المحامين عام 2011، والذي طمأنه بأنه سيخرج بريئاً، بعد فحص ملفات القضية، وطلب إعادة محاكمته.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن المغاري مساء الخميس الماضي، عقب قرار محكمة إسرائيلية بتخفيض حكمه والاكتفاء بسنوات السجن التي أمضاها، وذلك بعد انتفاء تهمة القتل التي حكم بموجبها.

وقال المغاري: "المحامي وصل لصفقة مع الاحتلال، تضمنت تعديل لائحة الاتهام وتأكيد بند تقصير في حماية جنود الاحتلال، وإصدار حكم 11 عاماً ونصف، وعدم رفع دعوى قضائية ضد النيابة العسكرية الإسرائيلية مقابل الإفراج عني".

وأضاف: "تنازلت عن حقي وعدم المطالبة بتعويض من الاحتلال مقابل تمضية سنوات في الأسر أكثر من سنوات الحكم علي؛ لكنني اليوم أفضل حالا وأنا أعيش حرا كريماً بين أهلي وشعبي".

وأشار إلى أن رسائل الأسرى في سجون الاحتلال، تدعو لمزيد من الصمود والتحدي في وجه الحصار، وضرورة وحدة الصف الفلسطيني، مؤكداً أن الأسرى "كلهم أمل بصفقة تبادل قريبة، تمكنهم من كسر قيودهم والعودة إلى ذويهم"، مشيدا في الوقت ذاته بجهود المقاومة والأجنحة المسلحة من أجل تحرير الأسرى.

وقال المغاري: "الأسرى يعيشون أوضاعا صعبة جدا، لكنهم بصمودهم وتحديهم جعلوا السجون جامعات ومدارس"، مشيرا إلى أن ادارة سجون الاحتلال تحاول دائما محاربتهم من جميع النواحي النفسية والفكرية والجسدية، بممارساتها التعسفية اليومية والتنكيل بهم.