عبر محللان سياسيان عن اعتقادهما بأن ردود الفعل العربية والأوروبية الرافضة لضم (إسرائيل) لأجزاء من الضفة الغربية لن تثنيها عن المضي قدماً في مخططاتها التوسعية متوقعيْن أن تلجأ (إسرائيل) لترضية تلك الأطراف بحيث تمتص غضبها واعتراضاتها على الضم.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قال في مقابلة له مع مجلة دير شبيغل الألمانية ، إنه إذا ما ضمّت (إسرائيل) بالفعل أجزاء من الضفة الغربية في تموز المقبل، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية.
وكان الاتحاد الاوروبي أدان التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وحذر من خطط الضم، وأعلن عن تفكيره بجدية في طرح إجراءات فيما يتعلق بآليات الرد على الخطوة الإسرائيلية بالضم في حال تمت.
موقف باهت
المحلل السياسي تيسير محيسن بين أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامي نتنياهو معني بألا يكون لـ»ضم الضفة» آثار سلبية على علاقة (إسرائيل) بالأردن، قائلاً:» نتنياهو بين أنه يبحث عن طريقة تجعل من الضم لا يضر بعلاقاته مع الدول العربية الوازنة كالأردن حتى لا يعكر ذلك صفو المسار الاستراتيجي الذي يتبعه في تهشيم الحواجز بينه وبين العالم العربي لذلك سيحاول نزع فتيل الرفض الأردني بمساعدة أمريكية».
وتساءل محيسن خلال حديثه لـ»فلسطين»: «هل يملك الأردن في ظل ظروفه الصعبة السياسية والاقتصادية ومعاهداته مع الاحتلال القدرة على أن يتخذ خطوات عملية ضد (إسرائيل)؟ وهل يمكن له أن يتحمل تبعات الغضب الامريكي والحرمان من الدعم الدولي حال اتخذ هكذا مواقف؟».
ورأى أن قياس رفض السلطة الفلسطينية المعلن للضم على شواهد ميدانية على أرض الواقع حصلت في مواقف مشابهة تجاه خطوات اقدمت عليها دولة الاحتلال على مستوى استهدف صلب القضية الفلسطينية يؤكد أن موقفها هزيل وضعيف.
وتابع محيسن: «سبق أن استدعت السلطة أطر منظمة التحرير لمناقشة السياسة تجاه «خطوات إسرائيلية أحادية الجانب، واتخذت قرارات ذات مستوى عال لكن تلك المواقف ذهبت ادراج الرياح»، معبراً عن اعتقاده بأن هذا سينسحب على رفض السلطة للضم التي تدرك ضعف موقفها وتحاول استجداء بعض دول الإقليم ودول العالم المختلفة للوقوف ضده.
لن تثنيها
بدوره، عبر المحلل السياسي محسن أبو رمضان عن اعتقاده بأن ردود الفعل الرافضة للضم لن تثني (إسرائيل) عن خطوتها بل قد تجعلها تلجأ لاستخدام تكتيكات ووسائل باتجاه تمريره بما يضمن الحد الأدنى من ردود الفعل أو تأجيله أو الاكتفاء بضم أجزاء من الكتل الاستيطانية والأغوار.
وقال أبو رمضان لـ»فلسطين»: «قد تعوض (إسرائيل) السلطة الفلسطينية مثلاً بفتح مسار جديد من المفاوضات أو منحها تسهيلات اقتصادية، فهي لن تتراجع عن الضم لأنه جزء من الإيديولوجيا الصهيونية والبرنامج الانتخابي لنتنياهو».
وأشار إلى أن (إسرائيل) لن تتراجع عن الضم دون ردعها بإجراءات عقابية وأن تشعر بأنها معزولة سياسياً واقتصادياً ودبلوماسيا وإعلانها دولة (أبارتهايد) وضم واستيطان وتوسع.
ولفت أبو رمضان إلى أن (إسرائيل) في الوقت ذاته معنية باستمرار علاقتها مع الأردن التي تخشى من أن يؤدي الضم إلى تحقيق مخاوفها من أن تصبح وطناً بديلاً للفلسطينيين حيث سيهاجر إليها مزيد منهم من الذين سيتواجدون في المناطق التي سيتم ضمها وسيعانون من إجراءات إسرائيلية تعسفية مما سيخل بالميزان الديمغرافي الأردني.

