قائمة الموقع

إجراءات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي.. هل يتكرّر سيناريو الأقصى؟

2020-05-29T21:56:00+03:00

لا تنفك سلطات الاحتلال عن محاولاتها الرامية لبسط سيطرتها الكاملة على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، حتى في ظل حالة الطوارئ المُعلنة نتيجة تفشي فيروس "كورونا" في الأراضي الفلسطينية.

ومع إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن فتح المساجد تدريجيًّا، ومنها الحرم الإبراهيمي، أمس الأول، سارعت سلطات الاحتلال لتنفيذ مخططاتها التهويدية عبر منع دخول أكثر من (50) مواطناً لأداء صلاة الفجر، بحجة أن وزارة الصحة في حكومة الاحتلال تمنع ذلك، وفق ما ذكر مديره الشيخ حفظي أبو اسنينة.

ومؤخراً منعت قوات الاحتلال، أمس، لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم والصيانة في الحرم الإبراهيمي، بحجة عدم حصولهم على تصريح، حسب ما أكد أبو اسنينة لصحيفة "فلسطين".

وأوضح أن هذه الأعمال من صلاحيات وزارة الأوقاف وليس سلطات الاحتلال، مشيراً إلى أن لجنة إعمار الخليل تعمل منذ أكثر من (20 عاماً) بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في خدمة الحرم الإبراهيمي.

وأكد أبو اسنينة أن الاحتلال يتدخل في كل شيء يتعلق بالحرم الإبراهيمي، في محاولة منه لبسط السيطرة والهيمنة الكاملة عليه، لافتاً إلى أن الاعتداءات الاسرائيلية مستمرة بشكل يومي، ومنها مصادرة الأراضي والمصادقة على إنشاء مصعد كهربائي.

وعدّ إجراءات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي "مساساً خطيرًا بحرمة المسجد وتدخلًا سافرًا"، مطالباً الكل الفلسطيني بضرورة تحمل المسؤولية والوقوف في وجه الاحتلال أمام استمرار جرائمه في الحرم.

وحث قيادة السلطة على ضرورة إيصال رسالة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وغيرها من المؤسسات المعنية، تفصل فيها جرائم الاحتلال في الحرم الإبراهيمي، وللضغط على الاحتلال للتراجع عن سياساته.

وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسكو"، قد أعلنت في يوليو/ تموز 2017 عن الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا.

إحكام القبضة

إلى ذلك، رأى مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية، أن موضوع الحرم الإبراهيمي بالنسبة للاحتلال "سيادي" ولا يقل أهمية عن المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح خليلية خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الاحتلال ينظر للحرم على أنه "نقطة استراتيجية وتشكّل جزءاً أساسياً من الرواية اليهودية".

واستبعد أن يتراجع الاحتلال عن محاولات فرض سيطرته الكاملة على الحرم، خاصة في الفترات القادمة، لأنه بدأ منذ فترة طويلة بالإعداد لإحكام القبضة بشكل أكبر، مشيراً إلى أنه أعدّ الطرق المُحيطة للحرم في سياق السيطرة الكاملة عليه.

في حين لا يرجح خليلية تكرار سيناريو المسجد الأقصى من ناحية عمل تصاريح خاصة للوصول للحرم والدخول فيه، خاصة أن الاحتلال بدأ بأعمال البنية التحتية في منطقة (H2) وعمل على تشبيك البؤر الاستيطانية، ويخطط لفتح وتوسيع الطرق المؤدية للحرم.

وشدد على ضرورة "التحرك فلسطينيًّا من خلال التنسيق مع دول عربية مُحيطة، وإخراج قضيّته من نطاق السياسة وجعله قضيّة دينيّة"، داعياً لتشكيل تكتل عربي لمتابعة ما يجري في الحرم الإبراهيمي، من خلال عمل دراسة شاملة وإرسالها للمؤسسات الدولية المعنية.

وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، صادق في الثالث من الشهر الجاري، على مشروع استيطاني في مدينة الخليل، يتضمن الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة في محيط الحرم الإبراهيمي، لإقامة طريق يمكن المستوطنين والمتطرفين اليهود من اقتحامه، فضلا عن إقامة مصعد لهم.

ومنذ عام 1994، يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل (29) مسلمًا في أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكن بها نحو (400) مستوطن يحرسهم نحو (1500) جندي إسرائيلي.

اخبار ذات صلة