فلسطين أون لاين

دفن المتوفين بكورونا بغزة.. إجراءات خاصة ومرافقة صحية وأمنية للجنائز

...
غزة- محمد أبو شحمة

بعد أن سجل قطاع غزة أول حالة وفاة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد لسيدة سبعينية قادمة من الخارج، بدأ العديد من المواطنين يطرحون التساؤلات حول الطريقة الصحية التي يتم فيها دفن وإكرام المتوفين بالمرض.

وتعتمد وزارة الصحة في غزة برتوكولا خاصا بطريقة دفن المتوفين نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حيث يتم تغسيلهم في أحد المستشفيات، وتعقيم أجسادهم، ونقلهم بطريقة صحية ومرافقة أمنية إلى المقابر.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت 23 مايو الحالي، تسجيل أول وفاة بفيروس كورونا، للسيدة فضيلة محمد أبو ريدة (77 عاما) من محافظة خان يونس في مستشفى العزل بمعبر رفح جراء إصابتها بكورونا.

والمتوفاة أبو ريدة، من ذوي الأمراض المزمنة، وهي حالة الوفاة الأولى في غزة، حيث أكدت وزارة الصحة أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة وفق البروتوكول المعتمد لحالات الوفاة بكورونا".

منظمة الصحة العالمية، تؤكد أنه في حال اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحتياطية اللازمة للمتوفين نتيجة فيروس كورونا، فليس هناك مبرر للخوف من انتقال العدوى للأصحاء.

غير أن د. نبيل العيلة، أستاذ الأحياء الدقيقة والفيروسات في جامعة الأقصى، أكد أن منظمة الصحة العالمية لم تعط بعد أجوبة واضحة حول المتوفين بفيروس كورونا، وإمكانية نقلهم للفيروس للأحياء أم لا.

وقال العيلة في حديثه لـ"فلسطين": "حسب الأبحاث العلمية للحالات التي توفيت من المسلمين في أوروبا نتيجة كورونا، فهناك إجراءات متبعة للتعامل مع المتوفين بسبب المرض، أولها أن جنائزهم ليست عادية، بمعنى المشاركة تقتصر على عدد قليل جداً لا يتجاوز الـ10 أشخاص".

وأضاف العيلة: "يجب على هؤلاء الأشخاص المشاركين في الجنازة أن يتخذوا الاحتياطات الوقائية اللازمة أثناء المشاركة، بحيث لا يتم نقل للعدوى لهم".

وأوضح أن المتوفين بفيروس كورونا يتم دفنهم في المقابر إلى جانب موتى المسلمين، وبدون وضعهم في مقابر منفردة، كما هو الحال في الدول الأوروبية.

مدير دائرة مكافحة العدوى بالإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة د. رامي العبادلة، أوضح أن لدى الوزارة بروتوكولا خاصا للتعامل مع المتوفين نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد، وطواقم مدربة على التعامل مع حالات الوفاة.

وقال العبادلة في حديثه لـ"فلسطين": "اعتمدت وزارة الصحة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لتغسيل وتكفين وتعقيم جثة المتوفين بسبب الفيروس، داخل المشرحة الخاصة بالمستشفى".

وأضاف العبادلة: "يوجد لدى وزارة الصحة طواقم طبية مدربة على التغسيل، حيث يتم وضع مواد معقمة على جسد المتوفى لمدة 10 دقائق متواصلة للتأكد من إزالة أي فيروسات عليهم، وتغسيلهم عبر الشريعة الإسلامية".

وأوضح العبادلة أن الطواقم التي تقوم بتغسيل المتوفى، تكون مرتدية ملابس طبية وقائية، ويقومون بعد التغسيل بتكفين الجثمان، ثم وضعه داخل كيس بلاستيكي، ثم الصلاة عليه في مكان مناسب، إما داخل المستشفى، أو في المقبرة.

ولفت إلى أن دائرة مكافحة العدوى بالإدارة العامة للمستشفيات، تتبع إجراءات خاصة لنقل الجثمان من المستشفى إلى المقبرة الخاصة بالعائلات، حيث ترافق الجنازة جهات صحية وأمنية، ومع السماح لعائلة المتوفى بالمشاركة في الجنازة.

وشدد العبادلة على أنه لا يتم فتح جثمان المتوفى نتيجة فيروس كورونا من قبل أي من عائلته بعد تغسيله، كون هناك نسبة مخاطرة لانتقال الفيروس إلى الأحياء ولكن بنسب قليلة.

وأشار إلى أن تلك الإجراءات تم اتخاذها مع السيدة التي توفيت بخان يونس نتيجة إصابتها بالفيروس.