"ساعاته ثقيلة، وأيامه طويلة ومؤلمة"، بهذه الكلمات وصف الأسير المحرر تيسير محمود الأوقات التي يقضيها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال أيام عيد الفطر السعيد.
ولا يعرف الأسرى داخل سجون الاحتلال حسب حديث الأسير المحرر محمود لـ"فلسطين" طعماً للعيد، بل تكون أيامه غصة على الأسرى رغم محاولات كثيرة لعدد من الأسرى إضفاء نوع مع السعادة، داخل السجن.
ويفقد الأسرى داخل السجون كما يقول محمود حقهم القانوني بالاتصال بذويهم من أجل تبادل التهاني معهم في العيد والاطمئنان على صحتهم، حيث تحرم سلطات الاحتلال الأسرى من إجراء أي اتصال، أو حتى السماح بالزيارات العائلية خلال أيام العيد الثلاثة.
ويبدأ الأسرى يومهم خلال العيد كما يذكر محمود بتأدية صلاة الفجر ثم صلاة وخطبة العيد داخل ساحة السجن في حالة وافقت سلطات الاحتلال على ذلك، حيث مرت الكثير من الأعياد دون سماح الاحتلال بتأدية صلاة العيد.
ويقول الأسير المحرر: " يتعمد الاحتلال أن ينشر اليأس ويسحب منا فرحة العيد من خلال بعض إجراءاته التعسفية داخل السجن، إذ يمنع في كثير من الأحيان تأدية صلاة العيد، أو إدخال بعض المأكولات والحلويات الخاصة بالعيد".
كذلك يصف الأسير المحرر عطية أبو موسى الذي قضى في سجون الاحتلال (19 عاماً) أيام العيد داخل الأسر بأنها أسوأ أيام السجن على الأسرى الذين يستذكرون فيها أهلهم وأحباءهم خارج السجن، والطقوس التي تعودوا أداءها في أيام العيد.
ويقول أبو موسى في حديثه لـ"فلسطين": "يحاول الأسرى في أيام العيد إدخال الفرحة على نفوسهم، حيث يقومون بلبس ملابس جديدة، والسلام على بعضهم داخل السجن وتبادل التهاني والدعوة أن يأتي العيد القادم وهم محررون".
ويتابع أبو موسى: "يعمل الأسرى داخل السجن على تجهيز كعك العيد والمعمول من خلال الإمكانيات المتواضعة والقليلة الموجودة عندهم، مستخدمين ما يعرف بقرص الكهرباء لتجهيز الكعك".
ويضيف: "يعمل الأسرى على توزيع الكعك والمعمول الذي انتجوه بأيديهم خلال شهر رمضان المبارك، على أنفسهم بعد تأدية صلاة العيد، وكذلك ممارسة بعض الألعاب الرياضية المشتركة، وتبادل الحكايات حول كيفية قضاء كل أسير يومه حين كان خارج الأسر".
كذلك، يستذكر الأسير المحرر أحمد حسن أيام عيد الفطر السعيد خلال وجوده داخل سجن النقب الصحراوي، بالإشارة إلى تعمد سلطات الاحتلال إبعاد بعض الأسرى عن بعضهم قبل العيد بأيام.
ويقول في حديثه لـ"فلسطين": "الاحتلال يريد من خلال إجراءاته التعسفية داخل السجن إيصال رسالة للأسرى بأنهم لن يفرحوا في العيد وأنهم في سجن وسيحرمون من بعض طقوسه المتوفرة".
من جانبه، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواجهون هذا العام حرمانًا مضاعفًا؛ جرّاء استمرار إدارة سجون الاحتلال بوقف زيارات عائلاتهم، مع انتشار وباء "كورونا" منذ شهر آذار/ مارس الماضي.
وأوضح نادي الأسير، في بيان له أنّ سلطات الاحتلال واصلت حرمان غالبية الأسرى من حقّهم في الاتصال بعائلاتهم في ظل وقف الزيارات، والذي جاء بعد ضغوط من المؤسسات الحقوقية.
ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال تحرم في الظروف الاعتيادية مئات العائلات من حقّها في زيارة أبنائها الأسرى تحت ذرائع "أمنية".
وبين نادي الأسير أنّ الاحتلال يحرم قرابة (180) طفلًا أسيرًا في سجونه من حقّهم في مشاركة عائلاتهم فرحة العيد، كما يحرم (39) أسيرة، من بينهنّ (16) أمًّا من عائلاتهنّ وأبنائهنّ.
وأشار إلى وجود (26) أسيرًا، هم من الأسرى القدامى منذ قبل توقيع "اتفاقية أوسلو"، وهم محرومون منذ قرابة الأربع عقود من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ومنهم من فقد والديه أو أحدهما أو أشقاء وشقيقات له خلال سنوات الأسر، وأقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ عام 1983.