على إحدى الجدران الإسمنتية الموازية لشارع الجلاء وسط مدينة غزة، رسم ستة فنانين تشكيليين جدارية ملونة احتفاءً بالذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض الذي يحتفل به الفلسطينيون سنويا منذ عام 1976.
وتحمل الجدارية، التي استمر العمل فيها لنحو سبع ساعات متواصلة، في خطوطها وألوانها وتشكيلاتها رسائل فنية ووطنية عدة تؤكد على تشبث الإنسان الفلسطيني جيلا بعد آخر بأرضه مهما حاول الاحتلال الإسرائيلي انتزاع الأرض من أصحابها.
وعرض العمل الفني جذع شجرة زيتون ضخمة وفي وسطه ظهرت ملامح وجه مسن فلسطيني بلغ من الكبر ما بلغ، لتمزج بذلك تجاعيده مع أوراق وأغصان الزيتون التي ترامت على حدود وأطراف الجدارية الكبيرة.
وفي الجانب الآخر رسم الفنانون الستة جسد شاب يرفع علم بلاده فلسطين على امتداد اللوحة وفي الأسفل طليت الجدارية باللون الترابي في إشارة إلى عمق الأرض وتجذر الإنسان والشجر بها.
وبين الفنان محمد الحاج أن الجدارية تحمل مجموعة رسائل، أولاها تؤكد للاحتلال الإسرائيلي أن الإنسان الفلسطيني الصغير قبل الكبير متمسك بأرضه وإن طالت سنين العودة، والثانية فهي للجمهور تخبره أن الحقوق الوطنية توحد الجميع تحت ظلال العلم الفلسطيني.
وقال الحاج لمراسل "فلسطين": "جاءت فكرة المشاركة في تنفيذ هذه الجدارية الكبيرة على حائط موازٍ لأشهر شوارع مدينة غزة، التزاما منا كفنانين شباب بدورنا الوطني وأيضا تمثل صورة للوقوف مع الأرض التي هجروا منها بقوة السلاح".
وأضاف "يتوجب على الجميع الدفاع عن أرضه وفق قدراته والوسائل المتاحة وإن كانت بالريشة والألوان"، مشيرا إلى أن أطراف جذور شجرة الزيتون رسمت باللون الأحمر في دلالة واضحة على حجم التضحيات التي بذلت من أجل الدفاع عن الأرض طوال السنوات الماضية.
وبدأت مراحل إعداد العمل الفني بطلاء الحائط بلون الأرض قبل أن يشرع الفنانون بتشكيل معالم الجدارية وفق مخطط مسبق، في حين أشرف مركز غزة للثقافة والفنون على تنفيذ الفكرة، التي أطلق عليها اسم "ما تقوله الأرض".