فلسطين أون لاين

المال متوفر .. فهل يتزوج بغض النظر عن عمره؟

...
غزة - فاطمة أبو حية

لأنه الابن الوحيد، ولأن والده ميسور الحال، ترى أن تزويج ابنها، الذي لم يكمل عامه العشرين بعد، قرارٌ لا بد من اتخاذه عاجلا غير آجل، لكي يستقر، وحتى تحميه من أي فتن محتملة، لكنها لم تتمكن من إقناع زوجها برأيها، فهو يؤمن بأن توفر المال ليس كافيًا لنجاح الزواج ، خاصة أن ابنه فيه شيءٌ من الطيش، فأيّهما صاحب وجهة النظر الأقرب إلى الصواب.. هل المال كافٍ لدفع شاب في مقتبل العمر لتأسيس أسرة؟ أم ثمة عوامل أخرى لا بد من أخذها بعين الاعتبار؟..

عوامل أخرى

ويقول الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي إن توفر المال من الاعتبارات المهمة لاتخاذ خطوة الزواج، ولكنه ليس العامل الوحيد اللازم توافره لتأسيس أسرة.

ويضيف لـ"فلسطين": "يظن بعض الآباء أن حالتهم المادية الميسورة ووجود مال وبيت للابن سببٌ كافٍ لجعله مؤهلا للزواج، وذلك بغض النظر عن عمره، وهذا تفكير مغلوط"، متابعا: "ليس كل من امتلك مالا ومسكنا قادرا على تأسيس أسرة وتحمل مسؤولياتها، ولا يمكن أن نبني أسرة على أساس توفر المال، بل ينبغي النظر للموضوع بشكل متكامل ومن كافة زواياه".

ويتابع: "تكوين أسرة يحتاج لتمتع الرجل بالكفاءة العقلية، والنضج، والاستعداد النفسي والاجتماعي والقدرة على تحمل المسؤولية وإدارة الأسرة، لأن إدارتها ليست أمرا سهلا".

ويشير الشوربجي إلى أن السن عامل مهم، ولكنه غير محدد لكونه مرتبطا بالنضج، ولذا فإن العمر الأنسب للزواج يختلف من شخص لآخر، فليس كل كبير ناضجا، ولا كل صغير غير ناضج، وبالتالي فإن باقي الإمكانيات إن توفرت تقل أهمية عامل السن.

ويوضح: "الزواج شراكة، ويلزمه قدر كبير من المسؤولية يتحملها الطرفان، وبالتالي يمكن أن تترتب الكثير من المشاكل على الزواج الذي لا يتوفر فيه سوى شرط المال، وذلك لأن الشاب قد لا يمتلك القدرة على إدارة الحياة الزوجية بشكل صحيح، ولا على تحمل مسؤوليات الأسرة وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية والعاطفية لأفرادها، وكذلك يواجه مشاكل في تربية الأبناء، وقد يصل الأمر إلى الطلاق، وكثير ممن يتزوجون صغارا وهم غير ناضجين يكررون تجربة الزواج بعد فترة، وذلك لشعورهم بأنهم أساؤوا الاختيار ولم يكن قرارهم صحيحا في زواجهم الأول".

ويؤكد الشوربجي أن كل الأطراف تعاني، وليس الزوج أو الزوجة فقط، فالأبناء الذين ينشؤون في أسرة لا يقدر ربّها على تحمل مسؤولياتها ربما يتلقون تربية خاطئة، وتظهر تأثيراتها على أخلاقهم وسلوكهم.

ويلفت إلى أن الزواج في سن صغيرة ربما يحمي الابن من الوقوع في سلوكيات خاطئة، ولكن هذا لا يحدث غالبا إذا كان غير ناضج، والأصل أن يقوّم الأهل سلوكه بدلا من تزويجه، طالما أن هذه الخطوة لا تتناسب مع قدراته.