تعيش قرى جنوب نابلس مجزرة حقيقية بحق أراضيها الزراعية على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي تمارس انتهاكات جسيمة بحق هذه الأراضي أبرزها مصادرة مئات الدونمات منها.
وقال الناشط في مجال مقاومة الاستيطان في قرى جنوب نابلس بشار القريوتي، لصحيفة "فلسطين": "إن حكومة الاحتلال وضعت يدها على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وقامت بمصادرة 977 دونما زراعيا في بلدات قريوت والساوية واللبن وسنجل".
وذكر أن الهدف من مصادرة تلك المئات من الدونمات الزراعية يعود لإقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب مستوطنة "شيلو" صادق عليها الكنيست الإسرائيلي كبديل عن بؤرة عمونا التي أخليت قبل أسابيع.
وأشار إلى أنه وفي حال تم بناء المستوطنة الجديدة وتنفيذ القرار، فإن قرى جنوب نابلس ستحاصر من كل الجهات وستصبح محاطة بتسع من المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
وفي سياق متصل، أكد القريوتي على أن قوات الاحتلال وبرفقة العشرات من المستوطنين منعوا مزارعي قرى جنوب نابلس من الوصول إلى أراضيهم ومنعوهم من الاقتراب منها.
وأفاد القريوتي أن الاحتلال والمستوطنين يحاولون أن يفرضوا معادلة قديمة جديدة تهدف إلى زرع اليأس في نفوس أهالي القرى وبالتالي إرغامهم على ترك أراضيهم الزراعية وتركها فريسة سهلة للمستوطنين الذين يقومون بين الفينة والأخرى بتوسيع البؤر الاستيطانية ومصادرة مزيد من الأراضي.
وكشف القريوتي أن العديد من المؤسسات الفاعلة في البلدة تدعم المزارعين وتحثهم على التشبث بأرضهم وتنفيذ أيام تطوعية للحيلولة دون الوصول إلى صورة قاتمة وكابوس قد يكلف أهالي القرى الكثير.
وحذر القريوتي من مغبة تمادي دولة الاحتلال والمستوطنين في ظل انعدام الحلول السياسية وتكبيل أيدي المقاومة في الضفة، وعدم نجاعة وجدوى القوانين الدولية التي تتنكر لها دولة الاحتلال.
وطالب القريوتي المؤسسات الفاعلة في السلطة والهيئات والمؤسسات الحقوقية بضرورة إيقاف ما أسماه بالمجزرة التي ترتكب بحق قرى جنوب نابلس.