فلسطين أون لاين

الحنين إلى الأقصى يعصف بالفلسطينيين

...
قلقيلية-مصطفى صبري:

تزامن جائحة كورونا وشهر رمضان هذا العام، والحرمان من الوصول إلى المسجد الأقصى، جعل المواطنين في الضفة الغربية -وفيها القدس المحتلة- يحنون إلى الماضي والصور التذكارية التي التقطت في رحاب الأقصى، إذ أضيفت هذه الجائحة إلى واقع الاحتلال الطويل.

المصور الصحفي محمود معطان من رام الله الذي اشتهر بصوره لكل زوايا المسجد الأقصى ونالت صوره الملايين من المعجبين بالعالم، يقول: "أحن للوصول إلى المسجد الأقصى، وتصوير كل تفاصيل شهر رمضان فيه، فالعام الماضي لم أترك زاوية في المسجد إلا وكانت الكاميرا حاضرة، وقد أدخلت عدة التصوير خفية مع أغراض الداخلين، لأن الاحتلال يرفض إدخال كاميرات التصوير، فهو لا يريد للمسجد الأقصى حضورًا إعلاميًّا كما له الحضور الروحي والديني".

يتحسر معطان على ما آلت له الأوضاع، فهذه المرة المنع بسبب جائحة كورونا، وليس فقط من الاحتلال الذي يستغل الوضع لإحكام السيطرة على القدس.

يضيف: "أقلب أرشيف الصور الخاص بالعام الماضي، وعند كل صورة أستذكر حكايتها، فهناك صور للقباب والمحاريب والمصاطب والمصليات المسقوفة، ولجموع المصلين والمعتكفين وللجمع الرمضانية الحاشدة، وصور توثق أجواء ليلة القدر التي كان يشهدها قرابة نصف مليون، وللبلدة القديمة وتفاصيل الحياة فيها".

يتابع معطان حديثه راجيًا: "لعل أمرًا قد يحدث ونستطيع زيارة المسجد الأقصى والاعتكاف فيه، وتنتهي جائحة كورونا التي شلت حياتنا ومشاعرنا وآمالنا".

أما الشاب القلقيلي هاشم عفانة الذي يعرفه كل من يرتاد المسجد الأقصى للاعتكاف فيقول بحسرة: "لم يبق لي في جائحة كورونا إلا أن أواسي نفسي بصور من العام الماضي أنشرها على صفحتي، ففي مثل هذا الوقت كنت أعتكف شهرًا في المسجد، طوال رمضان، ولا أعود إلا بعد أداء صلاة عيد الفطر، فكل وقتي في شهر رمضان في خدمة المصلين والمعتكفين وتوزيع وجبات السحور والإفطار".

يضيف لصحيفة "فلسطين": "على قساوة الاعتكاف العام الماضي ما زال أمام مخيلتي، وأتذكر أول ليلة من الاعتكاف في شهر رمضان كيف طردنا من المسجد، لأن الاعتكاف حسب عرف الاحتلال لا يبدأ إلا في منتصف الشهر، وكنا نخفي أنفسنا داخل المسجد القبلي خلف الأعمدة، وفي إحدى المرات كان بيني وبين جندي الاحتلال مسافة صفر وأنا مختبئ في مسجد يحيى داخل المسجد القبلي، فهم لا يريدون أحدًا يعتكف داخل المسجد إلا بعد منتصف شهر رمضان، وكنت أنا ومجموعة من الشباب نبقى في المصليات بعد اتخاذ إجراءات التخفي المطلوبة".

أكبر الحراس سنًّا وخدمة خالد السيوري يقلب كفيه لفراغ المسجد الأقصى قبل رمضان وفي أثنائه قائلًا: "لم أكن أتوقع في حياتي أن أشهد هذا المشهد، فكل المحن وإجراءات الاحتلال لم تشل المسجد الأقصى، وكثيرون يتصلون بي من كل المناطق يحنون إلى المجيء للمسجد الأقصى ونتذكر الأيام الخوالي، ومن المكالمات التي تدمي القلب رسالة أحدهم تقبيل منبر المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى في شهر رمضان يكون عامرًا من كل أنحاء العالم، وهذا ما يغيظ الاحتلال".