فلسطين أون لاين

"ثمار الخير".. متطوعون يقدمون معونات رمضانية

...
غزة/ أدهم الشريف:

تفرض طبيعة العلاقات الاجتماعية بين المواطنين في قطاع غزة، الذي ترتفع فيه نسب البطالة والفقر، بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال منذ 14 سنة، واقعًا مترابطًا فيما بينهم، ويظهر ذلك جليًّا في شهر رمضان المبارك، من هنا يأتي دور المبادرات التي من شأن القائمين عليها تقديم طرود غذائية ومساعدات مالية لأسر بأمس الحاجة إليها.

الشاب هاني مقداد ينشط بكثافة في تقديم المعونات للأسر المحتاجة اعتمادًا على المساعدات التي يقدمها متبرعون ومبادرون لفعل الخير، وخاصة خلال شهر رمضان.

وينطلق مقداد، من سكان حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، ومجموعة من المتطوعين، لتقديم المعونات ضمن مبادرة "ثمار الخير" لإغاثة أسر متعففة.

ويقول مقداد لصحيفة "فلسطين": "إننا استطعنا بنسج العلاقات مع العديد من الأشخاص المبادرين، تقديم مساعدات مختلفة لأسر فقيرة بحاجة للمعونات".

ويحتفظ مقداد بقائمة طويلة من الأسر المتعففة، استطاع تجهيزها خلال وقت قصير، مستفيدًا من مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لحاجة هذه الأسر بنشر تفاصيل خاصة من حياتهم، تظهر حجم معاناتهم.

وبمجرد أن ينشر مقداد على صفحته تلك التفاصيل، يبدأ المبادرون من أهل الخير التواصل معه لتقديم المعونات اللازمة، من داخل الوطن وخارجه.

ويحرص مقداد في منشوراته على موقع "فيس بوك"، على عدم ذكر أسماء الأسر المحتاجة، حفاظًا على خصوصيتهم الاجتماعية، وحتى لا يمسهم أي ضرر نفسي أو اجتماعي.

ويقول: "إن الوضع صعب جدًّا لدى الحالة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، نتيجة الحصار، وآثاره على مدار السنوات الماضية، ولذلك نقدم ما باستطاعتنا في إطار عملنا الخيري".

ويذكر أيضًا أن نسبة كبيرة من التبرعات، يقدمها فلسطينيون يقيمون في دول أوروبا، لكن الظروف الحالية التي فرضها فيروس "كورونا" حالت دون وصول بعض التبرعات هذا العام، في إثر عمليات الحجر الصحي، الذي شمل القارة العجوز، ضمن إجراءات مواجهة الفيروس الذي غزا غالبية دول العالم خفية.

"لكن الخير لا يزال في أهل العطاء والكرم بغزة رغم الحصار وما نجم عنه من البطالة والفقر؛ فتقديم المعونات لا يتوقف من هؤلاء" كما يقول مقداد.

ويضيف: "إننا المتطوعين نمثل حلقة وصل مهمة جدًّا بين المتبرعين وأسر محتاجة بغزة".

وكان مقداد شكل فريق "نور الخير" الذي ينشط عمله التطوعي طيلة أيام العام وفيها أيام شهر رمضان، وينقل مساعدات متنوعة من المتبرعين إلى المحتاجين؛ تشمل تعبئة أنابيب غاز، وسلالًا غذائية، ومساعدات مالية عاجلة.

ويخضع توزيع المساعدات المالية إلى دراسة ينفذها حال وصول هذه المساعدات لتوزيعها على أشد الأسر حاجة لها، مراعاة لظروفهم الاقتصادية والاجتماعية المتردية.

ويختم: "إن عمل الفريق التطوعي هدفه إنساني بحت، دون أي تفرقة بين المحتاجين، لكن مع مراعاة أولويات المحتاجين الذين فرض عليهم الحصار الإسرائيلي سنوات طويلة واقعًا مريرًا، وألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة بغزة".