فلسطين أون لاين

شديد: تطرف الحكومة يجعلنا أمام سيناريو تصعيد كبير في المنطقة

حكومة الاحتلال الجديدة.. انعكاس لبرنامج صفقة (ترامب نتنياهو) التصفوية

...
غزة- أدهم الشريف

جاءت مصادقة "الكنيست" الإسرائيلي على الحكومة اليمينية الجديدة التي سيتناوب على رئاستها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي، وبيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض"، للنأي بدولة الاحتلال عن انتخابات رابعة، في ظل جائحة "كورونا"، وملفات مهمة على طاولة الحكومة؛ وفي مقدمتها الضم تطبيقًا لما تسمى "صفقة ترامب نتنياهو التصفوية"، والملف الإيراني؛ حسبما يرى محللان سياسيان.

والحكومة الجديدة، هي ائتلاف بين كتلة اليمين التي يتزعمها حزب "الليكود" وحزب "أزرق أبيض"، وبموجب الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وغانتس يتناوب كل منهما على رئاسة الحكومة مع تقسيم الحقائب الوزارية مناصفة.

و قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، إن الحكومة اليمينية التي ضمت 35 وزيرًا تعد أكبر الحكومات في (إسرائيل)، تمتلك أكبر قاعدة سياسية في المجتمع اليهودي والنظام السياسي "الصهيوني".

وأضاف شديد لـ"فلسطين"، أن هذه الحكومة "قاعدتها 73 عضو (كنيست)، تضم اليمين العلماني واليمين القومي وجزءا من اليمين الديني، ونجحت في إبقاء جميع الخلافات الإسرائيلية على الرف ورحلتها لمرحلة لاحقة، واتفقت على 3 نقاط رئيسية، (كورونا) والضم ومواجهة إيران وحلفائها".

وبين أن برنامج هذه الحكومة واضح، وحظي بثقة "الكنيست"، ويهدف إلى البدء بعملية الضم والاستمرار في مواجهة ايران وحلفائها، لكن ما يزيد خطورة حكومة الاحتلال هذه، في فلسطين والمنطقة أيضًا، بقاء جزء كبير من التيارات اليهودية خارج الحكومة والتي لو دخلت حكومة الاحتلال؛ لكان من الممكن أن تكون أكثر واقعية وأقل تطرفًا وحزبية، إلا أن وجودهم خارج الحكومة سيزيد هذه الحكومة يمينية وتطرفًا.

تصعيد كبير

وتابع "السيناريوهات المتوقعة؛ أننا أمام تصعيد كبير في المنطقة، لأن حكومة الاحتلال الحالية متطرفة"، مؤكدًا ضرورة تبلور موقف فلسطيني واضح وحازم تجاهها وتجاه مشروع الضم الذي تعهدت (إسرائيل) بتطبيقه ضمن ما يسمى "صفقة القرن".

وبشأن تصريحات وزير خارجية الاحتلال، غابي أشكنازي، والتي عدَّ فيها أن "صفقة القرن"، "فرصة تاريخية لرسم حدود (إسرائيل)"، قال شديد: "صفقة القرن لا تحظى بتأييد المجتمع اليهودي كله، كما أنها لا تحظى بتأييد النظام السياسي كله في دولة الاحتلال، وجزء مهم من مجتمع اليهود يرفض الصفقة جملة وتفصيلاً على أساس أنها لا تحل الصراع مع الشعب الفلسطيني".

"وصفقة القرن في نظرهم (الرافضين لها من مجتمع اليهود) ليست أكثر من تبنٍ أميركي لوجهة النظر الدينية اليمينية العقائدية الصهيونية، وتهدف إلى ابقاء الشعب الفلسطيني عبيدا عند اليهود، وهذا هو جوهرها" بحسب شديد.

وذكر شديد أن الرفض اليهودي للصفقة لا يعني أنه بإمكان الرافضين مواجهتها، لسبب بسيط أن اليهود لم يروا من المتضررين اثر الصفقة، ردود فعل حقيقية تشمل النزول للشوارع للاشتباك مع الاحتلال، رفضًا لها، غير أن كل المواقف بقيت في الاطار اللفظي ولم يتبلور أي موقف ميداني على الأرض يعبر عن ذلك.

ويعتقد أنه طالما أن الخصم السياسي لم يتحرك وحدود رفضه لا تتعدى الرفض الإنشائي، فإن ما جاء على لسان اشكنازي يمكن ترجمته تطبيقًا لـ"صفقة ترمب نتنياهو التصفوية"، التي أعلن عنها في نهاية يناير/ كانون الثاني 2020.

حكومة حرب

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن حكومة الاحتلال "في الحقيقة هي حكومة حرب على الإنسان والأرض وعلى كل القيم، ومتخمة بكثير من الإرهابيين إن لم يكون جميعهم ارهابيين".

وعدَّ الصواف في حديثه لـ"فلسطين"، أن ما يصدر عن الوزراء الجدد في حكومة الاحتلال، يأتي تعبيرًا عن الموقف "الصهيوني" الممتد منذ سنوات طويلة، ولكن أوساط عربية وفلسطينية لم يعوا خطورة ذلك بعد.

وشدد على أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، لا يمكن اعتبارها حكومة تؤدي إلى سلام، وهو ما يفرض على الشعب الفلسطيني والأوساط السياسية فيه؛ الحذر كثيرًا لأنها لا تخطط لتنفيذ مشروع الضم فحسب، ولكن قد تسعى إلى عدوان كبير على المقاومة الفلسطينية.

وأضاف: "هذه المسألة ربما خلال أيام قليلة ستتكشف أمورها في ظل وجود هؤلاء العتاة من الصهاينة المتطرفين في هذه الحكومة" في إشارة إلى وزرائها.

لكنه أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تفرق بين حكومة وأخرى داخل (إسرائيل)، أو بين حزب وآخر، وتعد الجميع "ارهابيين" يجب مقاتلتهم حتى تحرير الأرض من عدو يسعى للسيطرة على الأرض الفلسطينية تزامنًا مع واقع عربي سيئ.