هل تخشى دولة الاحتلال تداعيات ضم الأغوار والمستوطنات لسيادتها؟! الإجابة التي أرتاح لها الآن حسب المعطيات التي تناولتها في مقال سابق: أنها لا تخشى، ولا تخاف على مصالحها. أو قل: إن لديها خشية ضعيفة لا تبلغ درجة الخوف والقلق العميق.
السلطة ليست مصدر خوف، ولا مصر، ولا الدول العربية الخليجية وغيرها. ولكن هذه الخشية الضعيفة قد تبلغ درجة الخوف والقلق العميق المانع لعميلة الضم في حالة واحدة، هي أن تقرر الأردن رفض الضم، وتجمد اتفاقية وادي عربة، وتوقف التطبيع.
الموقف الأردني الرسمي هو من يملك قرار منع (إسرائيل) من ضم المناطق وفرض السيادة على الضفة، والأردن هو القادر على بناء موقف عربي داعم لموقف الأردن وفلسطين. السلطة الفلسطينية لا تملك قوة الموقف الأردني، لأنها مكبلة بقيود إسرائيلية، ووجودها في موضعها رهن برضا دولة العدو. السلطة لا تملك قوة التخلص من التنسيق الأمني لأسباب يعرفها جل الفلسطينيين. الأردن هي التي تملك قرار المرحلة، والملك عبد الله الثاني هو الشخص الوحيد الذي يملك قرار إحباط المشروع الإسرائيلي.
نعم ، نحن طلبنا في مقال سابق السلطة بتنسيق موقفها مع الأردن، ونحن نكرر هذا الآن، ونرى أن تصريح الملك عبد الله لصحيفة دير شبيغل الألمانية الذي أكد فيه على أن الضم سيجلب الصدام العاجل في المنطقة، ومن ثمَّ عدم الاستقرار، هو تصريح مشجع لدعم الموقف الأردني والتنسيق مع المملكة لمنع تنفيذ المشروع الصهيوني.
إن خطر ضم الضفة لسيادة (إسرائيل) على الفلسطينيين وعلى الدولتين كبير ومتعدد الجوانب ، وخطره على الأردن أيضا كبير ومتعدد الجوانب، ومن مصلحة الأردن وفلسطين العمل معًا لمواجهة الموقف الإسرائيلي، والحصول على دعم أوربي وعالمي ضد مشروع نتنياهو.
من المؤكد أن هناك تيارًا كبيرًا في (إسرائيل) يخشى تداعيات الموقف الأردني، ويخشى على اتفاقية وادي عربة، ويدعو إلى التريث، وتأجيل الضم، وعدم الركون إلى الدعم الأميركي فحسب، فأميركا مقبلة على انتخابات، وقد لا يعود ترامب إلى البيت الأبيض. وقد تبقى (إسرائيل) وحيدة في مواجهة الأردن وفلسطين، ومواجهة الدول الأوربية التي تهدّد بفرض عقوبات عليها.