نحاس ورخام وحجر ومكعبات صغيرة من الفسيفساء وسيارة متوسطة الحجم، هي الأدوات الرئيسة التي استخدمها المهندس الفلسطيني الحامل للجنسية الأردنية ماجد ناموس في صناعة وتصميم مجسم متحرك يحاكي مدينة القدس المحتلة وأبرز معالمها الإسلامية.
من الصفر مجددًا
وشرع ناموس (37 عاما) في تنفيذ فكرة المجسم المتحرك قبل خمس سنوات، أثناء مكوثه في العاصمة الأردنية عمان، وهناك جهّز مخطط قبة الصخرة والباطن الحديدي الخاص بها، إلا أن ارتفاع التكاليف المادية وانعدام الدعم أجبره على تجميد مراحل التنفيذ قبل أن يسافر إلى تركيا.
خروج ناموس إلى تركيا منتصف عام 2016، ما مكنه من إعادة العمل بمشروعه من نقطة الصفر، وعن ذلك يقول: "سافرت بهدف العمل كمنتج إعلامي في العديد من القنوات التلفزيونية، وفي ذات الوقت حانت الفرصة للعمل مجددا على تطبيق فكرة القدس المتحركة".
وفي بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم راح الفلسطيني ماجد يعمل على رسم المخطط الأولي للتصميم، ثم تجهيز هيكلية قبة الصخرة والمسجد القبلي، وبعد ذلك بدأ العمل على تصميم السور المحيطة بمدينة القدس، مع بعض الأقواس المزخرفة والسلالم، إضافة إلى وضع أغصان بلاستيكية لشجر الزيتون والصبر.
وذكر ناموس، الذي سبق ونفّذ عدة ديكورات على الطراز الشامي والتركي، أن مراحل التصميم سارت وفق مخطط مسبق واستُخدمت خلالها مواد خام متنوعة كالقطع النحاسية والحديدية والأحجار والأخشاب بجانب قطع الفسيفساء التي زيّن بها قبة الصخرة.
وكان المهندس الثلاثيني يسعى لتصميم وضم أكبر عدد ممكن من المعالم المقدسة داخل الإطار المتحرك الذي نفذه، ولكن اعتماده على الدعم الذاتي حال دون ذلك، ليكون المُخرج النهائي بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، بطول أربعة أمتار وعرض مترين تقريبًا.
سفيرٌ متحرك
وأوضح أن الهدف من وراء مشروعه الذاتي وهو التعريف بتاريخ المدينة المقدسة والمسجد الأقصى وتثقيف الجمهور بمعالم القدس وإعادة الاعتبار لها على المستويين الشعبي والرسمي، "بعدما أضحت مجرد خبر عابر يُسمع في وسائل الإعلام".
ورغم أن ناموس لم يتمكن طوال سنوات حياته من زيارة القدس أو الصلاة في المسجد الأقصى، إلا أنه نجح بتصميم المجسم، الذي لفت انتباه المارة والأجانب في مدينة أنطاكيا التركية.
وقال: "كنت أطمح لعمل التصميم على سيارة أكبر حجما، وأن أبرز المزيد من أركان ومعالم القدس الإسلامية أو المسيحية"، مبينا أنه كان يقطع مسافة ٢٠٠ كيلو متر للوصول إلى إحدى المدن التركية للحصول على النحاس لعمل القبة التي أعاد العمل عليها ثلاث مرات حتى خرجت بالشكل النهائي.
وتعمد ناموس اتخاذ الرقم (١٤٤) كلوحة للمجسم المتحرك على ظهر مركبة، وذلك للإشارة إلى أن مساحة المسجد الأقصى الكاملة هي (١٤٤) دونمًا، وأنها كلها مكان مقدس مخصص للمسلمين فقط ولا يُسمح لغيرهم بتأدية طقوس الدينية داخل تلك المساحة المحددة بسور كبير.
ويسعى اللاجئ الفلسطيني من بئر السبع، إلى تطوير المشروع الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية والإسلامية، وإضافة معالم جديدة داخل المجسم، إضافة إلى جعله بمثابة سفير متحرك يُعرّف الناس بمدينة القدس عن قرب ويكشف لهم عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.