التطهير العرقي هو الوصف الأدق لما حل بالفلسطينيين من كارثة وقتل وتشريد في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية، كما أنه وصف-مصطلح يدركه العالم ويفهمه جيداً.
أما كلمة النكبة التي صاغها المؤرخ قسطنطين زريق في كتابه (معنى النكبة) فهي تعجز عن إيصال مضامين النكبة للعالم، وقد قيل ان زريق صاغ هذا المصطلح عن وعيٍ وادراكٍ كاملٍ للعجز العربي والفلسطيني في صد الهجمة الصهيونية الغاشمة على الفلسطينيين، وكأنها (المصيبة من نكبات الدهر) وكأن السياق التاريخي للعرب والفلسطينيين كان يحتم النكبة، فما أشبه اليوم بالبارحة.
ما زالت قوى الاستعمار الاستيطاني المتحالف مع الاستبداد العربي تتفوق مادياً على قوى النهوض والتحرر محلياً وإقليمياً ودولياً ، بل ازداد تعلق واحدها بالآخر بمزاعم تصاعد قوة الأخيرة.
وفي المقابل قد يكون المُعطى الايجابي وشبه الوحيد هو اصرار قوى الشعب الفلسطيني الحيّة على استمرار المقاومة بكافة أشكالها رغم تصعيد النظام الصهيوني المفروض عليهم تهميشاً وإقصاءً داخل الخط الأخضر وقمعاً وقتلاً وتنكيلاً وحصاراً في القدس والضفة وغزة، وذلك بعد ارتدائه قناعاً جديداً تخلى به عن مزاعم الديموقراطية والليبرالية القديمة، وتسمّى باليمين الجديد الذي لا يخجل من إعلان عنصريته ويقود حالياً خطاب وسياسات (الضم) والقضاء نهائيا على بقايا حلّ الدولتين المزعوم، وإقامة دولة أبرتايد وتمييز عنصري واحدة لليهود.
ليس من باب المبالغة أن يشكّل التعاون الأمني (المدنّس) مع الاحتلال من جهة، والإصرار على الانقسام وما يجمع كلاهما من قاسم مشترك وهو ملاحقة قوى المقاومة الوطنية الفلسطينية من جهة أخرى، نوعاً جديداً ومؤلماً من سياقات استمرار نكبة الشعب الفلسطيني.
أين يكمن الحل؟
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
إنها الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة ورفض كل أشكال الاستعمار الاستيطاني.