فلسطين أون لاين

خلال محاضرة نظمها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

أبو ستة يستعرض مراحل 150 عامًا من المشروع الصهيوني

...
الأكاديمي د. سلمان أبو ستة، رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

عقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، محاضرة بعنوان: "150 عامًا على المشروع الاستيطاني الصهيوني.. وثائق ومعلومات جديدة"، حاضر فيها الأكاديمي د. سلمان أبو ستة، رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

وتناول أبو ستة، في محاضرته عبر منصة (zoom)، فترة الاحتلال الصهيوني لفلسطين قبل النكبة وما بعدها، شارحًا محطات هذا الاحتلال في القسم الأول من المحاضرة.

وسلط الضوء على ما تعرض له الشعب الفلسطيني من حروب لإخضاعه في قسمها الثاني، وأعطى نظرة عامة للقضية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين حاليًّا، واختتم حديثه في دعوة وجهها لعموم الشعب الفلسطيني للقياد بالدور المنوط بهم تجاه قضيتهم.

ورأى أبو ستة أن الاحتلال الصهيوني في فلسطين والتحضير له مر عليه 150 عامًا، منها 72 سنة بعد النكبة، وفترة زمنية مشابهة قبل النكبة، كانت تحضيرية لاحتلال أرض فلسطين، منبهًا إلى أن هذه المدة الزمنية، مرت بمحطات عديدة.

محطات زمنية

وعدد أبو ستة، تلك المحطات: "الأولى منذ حوالي 1871 حتى 1877، والتي أرسلت فيها بريطانيا بعثة استكشافية مساحية إلى فلسطين، صدر عنها 26 خريطة لفلسطين وعشرة مجلدات عن قراها ومدنها وقدسها وسكانها وعن كل شيء في فلسطين، ثم في عام 1897 وعقد المؤتمر الصهيوني في بازل في سويسرا، وغرضه إنشاء دولة يهودية، وهم كانوا يتحدثون عن دولة لهم شرقي إفريقيا أو الأرجنتين، إلى حين تواصلهم مع بريطانيا ثم توجههم إلى فلسطين عام 1905".

وأضاف: "المحطة الثانية، هي صدور وعد بلفور المشؤوم، بأن يجعل في فلسطين وطنًا قوميًّا لليهود، والمحطة الثالثة، هي ثورة 1936 حتى 1938، وهي ثورة طبيعية لوجود الاحتلال البريطاني، التي تمكن فيها اليهود فيها من دخول فلسطين بأعداد كبيرة، حتى وصلوا إلى 30 بالمائة من مجموع السكان، فقام الفلسطينيون بثورة ضد هؤلاء المستوطنين".

وأشار أبو ستة إلى أن بريطانيا لم يقتصر دورها على السماح للمستوطنين اليهود بدخول فلسطين في هذه الفترة، بل "دمرت الشعب الفلسطيني في ثورة 36، كما أن كل ما نسمعه الآن من جرائم (إسرائيل)، كانت بريطانيا بدأته، من الغارات الجوية على القرى وتدميرها من الجو، وهذا أول مرة يحدث في فلسطين، وكذلك العقاب الجماعي بأن تحجز قرية كاملة لأنها ثارت على الظلم البريطاني، وقامت بريطانيا بقتل وجرح وسجن عشرات الآلاف وحلت الأحزاب وحبست قادتها ونفتهم".

وتابع: "عام 1939 هو عام النكبة التي صنعتها بريطانيا لأن المجتمع الفلسطيني في فلسطين في ذلك الوقت أصبح محطمًا غير قادر على الدفاع عن نفسه فأصبح فريسة سهلة للصهيونية، التي كانت تنتظر هذه الفرصة وبعد الحرب العالمية انقضت على فلسطين".

أما المحطة الرابعة، وهي النكبة، فاعتبرها "لا مثيل لها في تاريخ الشعوب، بأن يشرد شعب من 560 مدينة وقرية، بعمليات منظمة من خلال 9 ألوية يزيد عددها على 120 ألف جندي، في 31 عملية عسكرية منظمة من الشمال والجنوب والوسط، وفي زمن توجد فيه الأمم المتحدة والتلغراف"، وفق أبو ستة.

وتابع: "بعد النكبة، لم تكتفِ الصهيونية بذلك بأن سيطرت فقط على 78 بالمئة من مساحة فلسطين، فعام 67 احتلت باقي فلسطين واحتلت أماكن في سوريا والجولان وفي سيناء وبعد ذلك بسنوات قليلة احتلت أماكن في جنوب لبنان".

ورأى أبو ستة، أن المحطة السادسة "هي محطة أوسلو، التي تعد أكبر كارثة على القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور بل إنها فاقت وعد بلفور، لأنها أجلست الضحية مع محتل الأرض، جنبًا إلى جنب كما لو كان المحتل هو شريك في هذه الأرض، ولذلك تحولت القضية الفلسطينية إلى نقاش على 20 بالمئة من فلسطين، وكيف توزع بين مالكين حقيقيين؟ هكذا يقولون".

واعتبر أن هذه المحطة من أخطر المحطات على الشعب الفلسطيني، لكونها "أن الطرف الفلسطيني فيها أوقع باقي الشعب الفلسطيني في مشكلة كبيرة لأنه ما تم التوقيع عليه قد يكون ملزمًا إلى حين إلى أن ينقض ذلك من قبل الشعب الفلسطيني وهذا ما يجب أن يتم".

أما المحطة الأخيرة، فيراها أبو ستة بـ"إعلان إسرائيل نجاحها في كل عمليات الغزو والاحتلال، ففي يوليو 2018 أعلنت بشكل واضح أن فلسطين هي (إسرائيل)، أو (إسرائيل) هي بلد الشعب اليهودي، يقال –‘نه شعب وهم ليسوا شعبًا- بمعنى أن فلسطين غير موجودة وأهلها غير موجودين، وعليه لا يوجد مجال للنقاش ولا مفاوضة هذا من وجهة نظر (إسرائيل)".

 

المصدر / فلسطين أون لاين