فلسطين أون لاين

طفلك يصوم؟ انتبهي لنظامه الغذائي

...
غزة-صفاء عاشور

خلال رمضان يبدأ كثير من الأطفال الإلحاح على ذويهم لصيام هذا الشهر الفضيل، رغبة في الشعور بأنهم قادرون على الصيام وأنهم يحبون أداء هذه العبادة كالكبار.

لكن قدرة تحمل الطفل الجوع والعطش تختلف عن الكبار، وهو ما يفرض وجود نظام غذائي صحي للطفل يعينه على صيام ما يزيد على 15 ساعة يوميًّا، في حال أراد الاستمرار في صيام 30 يومًا.

سماح محمد أم لطفل صغير لم يتجاوز من عمره تسعة أعوام، بدأ الصيام منذ عامين سابقين، لكنه لا يزال يشعر بكثير من التعب والجهد، خاصة في أيام الصيام الأولى من شهر رمضان، وهو ما يدفعها لجعله يفطر مكرهًا.

تقول لصحيفة "فلسطين": "ابني منذ صغره كان يعاني مشاكل في صحته وأثرت على بنيته الجسمانية وقدرته على تحمل الأمراض والأوجاع، ولكن كل عام يبقى مصرًّا على الصيام طوال نهار رمضان".

وتشير إلى أنه من بعد صلاة العصر حتى المغرب تبدأ معاناته في الهزال والتعب، ويفقد النشاط الذي كان يتمتع به في ساعات الصباح الأولى، لافتة إلى أنها تطلب منه قضاء باقي النهار نائمًا إلى حين موعد الإفطار للتغلب على تعبه وجوعه.

وتضيف: "أحرص على أن يتناول سحورًا جيدًا وكافيًا، ولكن بسبب مشاكله الصحية التي عاناها لا يكثر من الطعام، وتبقى المواد التي يتناولها قليلة مقارنة باحتياجات جسمه الصحية اللازمة لصيام نهار كامل في رمضان".

طبيب الأطفال د. سعيد صلاح يوضح أن الطفل الصائم كغيره من أفراد الأسرة يجب الاهتمام بتناوله وجبات الإفطار والسحور الخاصة به، التي لا تختلف عما يتناوله باقي أفراد العائلة، مع إعطائه بعض التمييز في الأصناف التي يتناولها.

ويؤكد لصحيفة "فلسطين" أهمية وجبة السحور للطفل، وأن يتناول خلالها طعامًا صحيًّا، مع وجود طعام ووجبات تحتوي على سكريات، لتمد الطفل بالطاقة في أثناء صيامه خلال نهار رمضان.

ويقول صلاح: "إن الطفل يجب أن يتسحر ويتناول وجبة أساسية كاملة ليبقى لديه مخزون وطاقة تعينه على الصيام، وهذا يتطلب الاستيقاظ مبكرًا قبل موعد السحور حتى يكون لديه قابلية لتناول الطعام".

ويجب على الطفل أن ينام مبكرًا –وفقًا لنصيحة الطبيب- حتى يستطيع الاستيقاظ للسحور نشيطًا وليس متثاقلًا ورغمًا عنه، ويلفت إلى أهمية وجود نظام وغذاء وحياة صحية حتى يستطيع الطفل الصيام دون أي مشاكل.

ويؤكد أهمية شرب الماء باستمرار بكميات وافرة وتقسيمها بتساوٍ على ساعات الإفطار، مع التركيز على شرب العصائر الطبيعية، منبهًا إلى ضرورة الابتعاد عن العصائر المحلاة والمشروبات الغازية.

ويلفت إلى أهمية حرص الأهل على تناول أطفالهم طعامًا يحتوي على الألبان واللحوم، إن أمكن، وكذلك بعض أصناف الفاكهة المتوافرة في الأسواق، التي تزود الجسم بكمية جيدة من الماء والفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة.

ويحذر صلاح الأطفال من التعرض لأشعة الشمس أو بذل جهد جسماني كبير، حتى لا يفقد الجسم الكثير من السوائل التي تخرج على هيئة عرق، وذلك ينعكس عليهم إجهادًا وتعبًا، وربما يتطلب الأمر -إن زاد عن حده- الإفطار.