فلسطين أون لاين

​فلسطينيو الداخل يحيون "يوم الأرض"

...
الناصرة- قدس برس

شارك آلاف المواطنين الفلسطينيين، اليوم الخميس 30-3-207، في مسيرة شعبية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لإحياء ذكرى "يوم الأرض" التي تصادف اليوم، 30 آذار/ مارس.

وانطلقت المسيرة من بلدة "سحنين" مرورا ببلدة "عرابة" متجهة إلى بلدة "دير حنا" (شمال)، والتي كانت إحدى البؤر الرئيسة التي انطلقت منها شرارة "يوم الأرض" عام 1976.

وقال رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، مازن غنايم، "إن يوم الأرض الأول عام 1976 شكل محطة تاريخية ومَفْصلية فارِقة في حياة ومسيرة وتاريخ فلسطيني الداخل".

وأضاف في كلمة له خلال المهرجان الخطابي الذي شهدته بلدة "دير حنا" في نهاية الفعالية، اليوم الخميس، "اعتدنا أن نقول في كل مُناسبة وذكرى أننا نمرّ في أخطر وأحلك الظروف، في مواجهة سياسة المؤسَّسة الإسرائيلية تجاهنا، وهذا صحيح عموماً، لكننا اليوم نمرّ حَقاً وفِعلاً في أخطر وأحلك الظروف والمراحل، على كل المستويات والاتجاهات؛ فالمَخاطر التي تواجهنا، هذه الأيام تتجاوز القضايا الحقوقية وتَنْحى نحو المعركة الوُجودية الحقيقية، بكل المعاني".

ونوّه غنايم إلى تصعيد الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؛ من استيطان وتهويد وعُدوان وحصار، "بهدف تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة".

وكانت فعاليات يوم الأرض بدأت منذ ساعات الصباح الباكر، بزيارة أضرحة الشهداء وتخصيص ساعات دراسية في المدارس العربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للحديث حول "يوم الأرض".

وفي منطقة النقب انطلقت فعاليات إحياء الذكرى من قرية "أم الحيران"؛ حيث شهدت القرية اليوم عدة نشاطات؛ من قبيل زراعة أشجار الزيتون وتشييد نصب تذكاري لتخليد ذكرى الشهيد "يعقوب أبو القيعان" الذي أعدمته قوات الاحتلال إثر المواجهات التي اندلعت في القرية قبل نحو شهرين، عقب عمليات هدم واسعة لمساكنها.

وقال النائب العربي في الـ "كنيست"، جمعة الزبارقة، خلال مشاركته في فعاليات ذكرى "يوم الأرض" بـ "أم الحيران"، "علينا أن لا نسمح للمؤسسة الإسرائيلية بكسرنا، وعليها أن تعلم أننا سنستمر ولن نرفع الراية البيضاء، رغم الواقع المرير والظلم الواقع علينا ومحاولات دق الأسافين بين أبناء شعبنا ومكوناته".

ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار/ مارس ذكرى مقتل ستة فلسطينيين (رجا أبوريا، خديجة شواهنة، خضر خلايلة، خير ياسين، محسن طه، ورأفت الزهيري) من منطقة الجليل، خلال الاحتجاجات الشعبية على قرار مصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم، عام 1976، وهو ما بات يطلق عليه "يوم الأرض".

ومنذ العام 1976 درج الفلسطينيون، على إحياء "يوم الأرض"، في الثلاثين من آذار/مارس من كل عام، للتأكيد على تمسكهم بأراضيهم.

ويعتبر يوم الأرض حدثا محوريا في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين الفلسطينيين في الداخل بالسلطات الإسرائيلية إذ أن هذه هي المرة الأولى التي ينظم المواطنون الفلسطينيون في الداخل منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الرسمية الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.

ويبلغ عدد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة نحو 1,7 مليون شخص، ويشكلون نحو 20 في المائة من إجمالي سكان الدولة العبرية، وهم من أحفاد نحو 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد اقامة دولة الاحتلال في العام 1948.