قائمة الموقع

طهي المقلوبة وكتابة الشعر.. عندما كان "شواهنة" أسيرًا

2020-05-09T17:47:00+03:00

عام بعد الآخر تضيق سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بإدارة سجونها الخناق على الأسرى خاصة في شهر رمضان المبارك فترفض تزويدهم باحتياجاتهم وتسلب حقوقهم وتحرمهم من فرحة استقبال الشهر الفضيل، وهو ما لا يزال الأسير المحرر صخر شواهنة كأنما يراه بأم عينيه.

يقول شواهنة (42 عامًا): "إجراءات الاحتلال للنيل من صمود وعزيمة الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم، تمثل حملا ثقيلا عليهم في شهر رمضان لا سيما في العامين الماضيين".

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير شواهنة، وهو من بلدة السيلة الحارثية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، في الثامن من أبريل/ نيسان 2020، بعد قضاء مدة السجن التي حكمه بها الاحتلال، وبلغت 18 سنة، متنقلا بين سجون مختلفة.

عن ذلك يقول: "جميع السجون لا تختلف عن بعضها فالسجن والسجان واحد وإجراءاته الانتقامية بحق الأسرى مستمرة، وتزداد في شهر رمضان المبارك".

ويستذكر الأسرى مع بداية كل شهر رمضان وعند سفرة الإفطار أو السحور عائلاتهم وأشقاءهم وضحكاتهم وأدعيتهم حين تجمعهم قرب سفرة الإفطار أي قبل أذان الإفطار.

"ما أصعب أول رمضان قضيته خلف قضبان السجون، فكم افتقدت لمة والدي وأشقائي وضحكاتهم، وتجهزهم لأداء صلاة التراويح، وسهراتهم وزيارة الأرحام فظلمات السجون حرمتني من كل شيء تعلقت به، وأصبحت أكتب الشعر والزجل وأشرف على تنظيم الأمسيات الثقافية بالسجون التي تنقلت بينها في الأسر"؛ والقول لشواهنة.

ويتابع: "كنا نحاول خلق طقوس دينية ترفيهية ونمارس أنشطتنا رغم أنف السجان الذي كان يحاول منعنا ومحاولة تفريقنا خشية أن ننقلب عليه في السجون بسبب إجراءاته العنصرية بحقنا وهذا كان يحدث باستمرار خلال شهر رمضان عندما يرانا متجمعين لأداء الصلوات أو عند إعداد الطعام".

ويتوقف المحرر شواهنة، لبرهة، ليكمل ضاحكًا "كنت يومي الجمعة والسبت من رمضان أطهو لزملائي الأسرى المتواجدين معي بنفس الغرفة المقلوبة والرز باللبن, تعلمتهما من والدتي التي كانت تزورني وتحدثني عن أوضاعي داخل السجن وماذا آكل".

ويؤكد أن الأسرى يعيدون طهو الطعام المقدم لهم من إدارة السجن نظرًا لرداءة طعمه، مردفا: "كنت أخصص يومي الجمعة والسبت لمساعدة زملائي في الطهي، وكان الجميع ينتظرني لإعداد وجبة الطعام بعد صيام يوم شاق بسبب مضايقات الاحتلال لنا، فلم تكن مقلوبتي تختلف كثيرًا عما يصنع خارج السجن".

إلا أن الأسرى خلف السجون يستثمرون شهر رمضان الفضيل في حفظ القرآن الكريم وختمه، والتسبيح، والصلاة، في محاولة منهم للتغلب على ذكرياتهم التي سرعان ما تقفز أمامهم بمجرد الجلوس وحدهم.

ويشير إلى أن الأسرى يتذكرون عوائلهم وأصدقاءهم داخل سجون الاحتلال ومظاهر الاحتفاء بقدوم شهر الخيرات "فكنا نخفف عن بعضنا بعضا"، معربًا عن تخوفه أن يصاب الأسرى بفيروس كورونا في ظل الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى، متمنيًا أن يشهد رمضان الجاري الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من خلف القضبان.

وكانت عائلة الأسير شواهنة، قررت عند إطلاق سراح نجلها صخر الشهر الماضي، من سجن "النقب" الصحراوي، وقف مظاهر الاستقبال المعهودة ومنع أي تجمعات، حفاظاً على سلامة الجميع في ظل انتشار وباء كورونا "كوفيد-19" عالميا.

اخبار ذات صلة