قائمة الموقع

بعد تراجع الأونروا عن دفع "بدل إيواء".. القادمون من سوريا لغزة "بلا سند"

2020-05-08T17:23:00+03:00

أفزع ذلك الصوت القادم من ناحية الباب اللاجئة النازحة من سوريا إلى غزة، إيمان الحوراني (32 عاما)، وأطفالها الصغار. على الفور فتحت الباب لترى من الطارق، فكان صاحب البيت يطالبهم بدفع "الإيجار" المتراكم عليهم، منذ عام ونصف العام.

تفاقمت أوضاع الحوراني ونحو 155 عائلة من اللاجئين القادمين من سوريا إلى غزة، على إثر وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في يونيو/ حزيران 2018م صرف مبلغ 200 دولار كبدل إيواء لتلك العائلات التي تعيش معظمها في بيوت بالإيجار.

معاناة متفاقمة

ولا تخفي الحوراني ما تعيشه من صعوبات، حيث تقول لصحيفة "فلسطين": "نحن سبعة أفراد أوضاعنا كانت أفضل قبل عدوان 2014م، وبعده تفاقمت المعاناة خاصة مع قطع الأونروا لمبلغ بدل الإيواء والتخلي عنا بالكامل".

أكثر من مرة يحاول صاحب المنزل طردهم، لولا تدخل الناس لحل الأمر، فبالكاد تستطيع توفير الأكل والشرب من بعض المساعدات، كما تقول.

وتضيف اللاجئة القادمة من مدينة درعا السورية: "تأثرنا بقطع الأونروا لبدل الإيجار بشكل كبير، على الأقل كنا ندفع ولم يطرق بيتنا صاحب البيت لطردنا".

بلال أبو زيد قدِم من مخيم اليرموك قرب دمشق إلى بلدة بيت لاهيا شمال غزة عام، حاله لا يقل سوءًا عن حال العائلة السابقة، فأثاث منزله تدمر بالكامل في بيت للإيجار تعرض للقصف الإسرائيلي عام 2014م، واليوم يلاحق قانونيا ومطالب من خلال المحكمة بتسديد ثمن إيجار متراكم يبلغ 2500 شيكل، بعدما لاحقه صاحب البيت في المحاكم نتيجة تراجع الأونروا" عن دفع بدل إيواء.

بنبرة صوت محملة بالألم يقول أبو زيد لصحيفة "فلسطين": "بسبب عدم صرف بدل ايواء، لا استطيع سداد المبالغ المتراكمة لصالح صاحب البيت السابق، والآن أعيش بدون عمل في بيت للإيجار، ولك أن تتخيل حجم الالتزامات".

"قاعدين والأيام الجاية أصعب، فش أي اشي الواحد يسند حاله عليه، عندي ولد وبنت وبدهم متطلبات، بنمشي حالنا بأي حاجة حتى بالخبز مع الشاي".. قالها بكلمات مقهورة ممزوجة بالأسي.

وتتلخص مطالبهم بإعادة تفعيل برنامج تقديم المساعدات النقدية بدل الإيواء للاجئين المهجرين والمتوقف من تاريخ حزيران/ يونيو 2018، وتوزيع مساعدات إغاثية شهرية دورية -نقدية أو عينية- ترتقي إلى مستوى المطلوب من احتياجات اللاجئين.

تنصل من المسؤولية

وبسبب الأوضاع في سوريا وصل إلى غزة في عامي 2011-2012 حوالي 360 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا أي حوالي 1500 لاجئ، وبعد العدوان الإسرائيلي سنة 2014 اضطر عدد كبير من العائلات إلى مغادرة غزة إلى الخارج حتى وصل عدد العائلات في الوقت الحالي إلى حوالي 155 عائلة أي حولي 750 لاجئا حسب تغريد الخوالدة المتحدثة باسم اللاجئين القادمين من سوريا لغزة.

وتوضح الخوالدة لصحيفة "فلسطين"، أن الجهات الحكومية استقبلت العائلات واعطتهم مبالغ مالية، وفرصة عمل لمدة عام انتهت عام 2014م، فيما احتضنتهم المؤسسات الإغاثية، وكانت "الأونروا" تصرف بدل إيواء منذ عام 2012 وحتى يونيو 2018م.

وقالت: إن الوكالة تملصت من كل مسؤولياتها، تجاه اللاجئين القادمين من سوريا، وأن ذريعة الأزمة المالية غير مقبولة، لأن الأونروا لم توقف صرف بدل الإيواء عن عشرات آلاف النازحين من سوريا للبنان والأردن والمتواجدين في سوريا، فيما تتنكر لمعاناة 155 عائلة بغزة معظمهم يسكنون في الإيجار بلا دخل، كما تقول.

وكشفت الخوالدة أن اللاجئين يجهزون لاعتصام مفتوح الاثنين القادم أمام مقر الأونروا بغزة، فيما طلبت إدارة الوكالة الاجتماع بهم اليوم  لمناقشة مطالبهم، معربة عن أملها بأن تستجيب الوكالة لها قبل البدء بالاعتصام.

ويتساءل مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي بالقول: "لماذا تدفع الأونروا مبالغ نقدية دورية كمساعدات للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى الأردن ولبنان، مقدمة من الصندوق الائتماني الإقليمي الأوروبي (مدد)، بينما توقف البرنامج في غزة منذ حوالي عامين؟

وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "إن وقف صرف بدل إيواء يعد اجحافا وعدم تقدير لحاجات تلك العائلات التي تركت أموالهم في سوريا وهي بحاجة لكل المساعدات، مبينا أن تلك العائلات تتعرض في الوقت الحالي للطرد والسجن بسبب عدم دفع الإيجار، فيما يحصلون على شيكات الشؤون الاجتماعية كل عدة شهور التي لا تلبي احتياجاتهم.

اخبار ذات صلة