فلسطين أون لاين

التمر.. "مملكة الفوائد" على مائدة الإفطار

...
غزة-صفاء عاشور

كثيرة هي المغريات التي تضعها ربات البيوت على طاولات السفرة استعدادًا للإفطار خلال شهر رمضان، تجعل عين الصائم تتناسى في بعض الأوقات أهمية بدء الإفطار بشرب الماء وتناول التمر أو الرطب، كما أوصى رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم).

وفي الحديث الشريف: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فالماء فإنه طهور"، نصيحة طبية مهمة جدًّا ليحافظ الصائم على جسمه، وهو ما تستهل به استشارية طب الأسرة والتغذية د. سمر النخال.

وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: "كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات فتمرات فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء"، وفي هذا الحديث توضيح لآلية بدء الإفطار عند الصائم؛ وفقًا لقول النخال.

وتوضح أن الصائم قد يُصاب في أثناء الصيام بالصداع والإرهاق، خاصة قرب نهاية الصوم، بسبب النقص في مستوى السكر والسوائل بالدم، لافتةً إلى أن التمر والرطب غذاء أساسي على مر الزمن.

وتفيد النخال أن الرطب يحتوي على نسبة عالية من الماء (65 – 70%) والسكريات الأحادية والثنائية السريعة الامتصاص، ونسبة بسيطة من الألياف والبروتينات، أما التمر فيختلف عن الرطب بزيادة نسبة السكر فيه وقلة نسبة الماء (25%).

وتتابع: "عندما يتناول الصائم الرطب أو التمر مع الماء عند إفطاره، تمتص هذه السكريات البسيطة والماء خلال دقائق وتصل إلى الدم لتعوض النقص في سكر الدم والسوائل؛ فتختفي أعراض الصداع والإرهاق التي يعانيها الصائم قرب نهاية صومه".

وتذكر أن خلو معدة الصائم من الطعام يساعد على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة، مشيرةً إلى أن تناول الصائم الرطب أو التمر وإكمال تناول الطعام بعد صلاة المغرب يتيحان الفرصة للجسم للإحساس بالشبع، ويقللان من تناول كميات كبيرة من الطعام، وهو ما يساعد على تخفيف الوزن للراغبين بذلك.

"كما لا ننسى أهمية ما يحتويه الرطب والتمر من ألياف غذائية تعطي الإحساس بالشبع، وتقاوم الإمساك والخمول والصداع بعد الإفطار" والحديث لا يزال للنخال.

وتختم استشارية طب الأسرة والتغذية إلى أن تناول التمر في رمضان يساعد على هضم العناصر الغذائية المعقدة التركيب مثل: الكربوهيدرات والبروتينات، بعد وقت قليل من تناول الطعام على الإفطار، كما أن التمر مفيد في موازنة حموضة البول التي تشهد اضطرابًا كبيرًا بسبب الصيام، وهو ما يحمي من الإصابة بحصوات الكلى.