الثالث من مايو/ آيار اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة عام ١٩٩٣م، والذي تحتفل به دول العالم بما فيها فلسطين، رغم أنها تحت الاحتلال الغاشم والذي يستهدف إبقاء شعبنا قاطبة وفي مقدمتهم الصحفيون نظرًا لدورهم المهم في كشف وتعرية هذا الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا وأرضه ومقدساته وجميع ممتلكاته.
لقد جاءت هذه المناسبة في هذا العام في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم قاطبة، مما حال دون إحياء هذا اليوم، وتبيان ما أنجز على صعيد حرية الصحافة، خاصة في الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان في حين أنها تقمع الصحافة والإعلام وتعاديه كما هو حاصل في الولايات المتحدة الاميركية، حيث شن ولا يزال يشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملات شعواء ضد الصحافة والصحفيين ويعلن عداءه لحرية الصحافة ويحد من عمل الصحفيين، لانهم يقولون الحقيقة بشأن هذا الرئيس المعادي ليس فقط للإعلام، بل للعالم باستثناء دولة الاحتلال الاسرائيلي التي هي على شاكلته خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تأمر على إحدى الصحف العبرية.
أجل اختير هذا اليوم لإحياء ذكرى اعتماد إعلان "ويندهوك" التاريخي، الذي صدر خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة في ناميبيا عام 1991. وللتذكير فإعلان "ويندهوك"، نص على أنه "لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال إيجاد بيئة إعلامية حرة ومستقلة، تقوم على التعددية، كشرط مسبق لضمان أمن الصحفيين، أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا".
ليس هناك معاناة أكثر من معاناة الصحفي الفلسطيني، يعاني من ظلم الاحتلال الذي ليس فقط يمنعه من ممارسة عمله المهني بل إنه يعمد إلى قتل العديد من الصحفيين واعتقال عدد آخر حيث يقبع في سجونه حوالي ١٥ صحفيًّا وصحفية هذه الأيام الى جانب اصابة العديد منهم بالرصاص مما احدث اعاقات بين صفوفهم وفقدان صحفيين على الاقل لإحدى عينيهما بعد اصابتهم برصاص الاحتلال.
سلطات الاحتلال تتبع سياسة تكميم الافواه منذ احتلال الضفة والقطاع، والهجمة الاحتلالية على المؤسسات الصحفية والاعلامية وعلى الصحفيين والاعلاميين يومية، في محاولة من الاحتلال لمنعهم من نقل الحقيقة، وللتغطية على جرائمه المرتكبة في الاراضي المحتلة، خاصة وان وسائل الاعلام والصحفيين هم العين الكاشفة لعورات الاحتلال، لذا فهو يستهدفهم بالدرجة الاولى. بل إن سلطات الاحتلال اغلقت العديد من المؤسسات الصحفية، وتقتحم بصورة شبه يومية مؤسسات صحفية وتصادر أجهزة الحاسوب وتحفظ الاجهزة، كما حصل في الخليل وغيرها من المدن الى جانب تحطيم كاميرات العديد من الصحفيين.
معاناة المؤسسات الصحفية والإعلامية والصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين هي بلا حدود، جراء هذا الاحتلال الذي لا يتوانى عن فعل أي عمل إجرامي لمنعهم من كشف عوراته وحقيقة ما يمارسه من قمع وعنصرية بحق شعبنا، فالمطلوب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تنفيذ قراره بشأن معاقبة الاحتلال الذي يصعد من اعتداءاته وجرائمه بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية الفلسطينية.