طالب قادة الدول العربية مساء اليوم الأربعاء 29-3-2017 في ختام قمتهم السنوية في السويمة على شاطىء البحر الميت غرب العاصمة الأردنية إلى اعادة "اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لانهاء الصراع على اساس حل الدولتين".
وجدد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة العام 2002 والتي تنص على انسحاب (إسرائيل) من كامل الاراضي المحتلة حتى حدود العام 1967، مقابل اقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية.
كما طالبوا دول العالم عدم نقل سفاراتها الى القدس او الاعتراف بها عاصمة (لاسرائيل).
إلى ذلك قال القادة في بيانهم الختامي الذي تلاه أمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط "نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية".
ودان البيان الذي حمل عنوان "إعلان عمان" المحاولات "الرامية إلى زعزعة الامن وبث النعرات الطائفية والمذهبية او تاجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادىء حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادىء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة".
وكان وزراء الخارجية العرب بحثوا في اجتماعهم التمهيدي للقمة الاثنين مشروع قرار يدين "التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية"، ويطالب ايران ب"الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
في الشأن السوري، شدد القادة على ضرورة "تكثيف العمل على ايجاد حل سلمي ينهي الازمة السورية وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا ويحمي سيادتها واستقلالها وينهي وجود الجماعات الارهابية فيها".
وكلف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري "بحث الية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين وبما يمكنها من تحمل الاعباء المترتبة على استضافتهم".
وأعرب القادة العرب عن "مساندة جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وانهاء الازمة اليمنية ".
وفي ما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على "ضرورة تحقيق الاستقرار الامني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية".
وأكد القادة "دعمهم المطلق للعراق في جهوده القضاء على العصابات الارهابية وجهود اعادة الامن والامان وتحقيق المصالحة الوطنية"، في وقت تخوض القوات الحكومية العراقية قتالا ضاريا لانهاء تواجد تنظيم الدولة الاسلامية في آخر معاقله في مدينة الموصل.
كما اكد القادة على "سيادة دولة الامارات على جزرها الثلاث"، ودعوا ايران الى "الاستجابة لمبادرة دولة الامارات ايجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة او اللجوء لمحكمة العدل الدولية".
ولم تخرج مقررات القمة العربية عن الخطاب العادي للدول العربية منذ سنوات. لكن تميزت بحضور 15 من زعماء الدول الاعضاء، بينما شارك في القمة الاخيرة التي عقدت في موريتانيا سبعة فقط من الرؤساء والملوك.
وغابت سوريا كما هي الحال منذ 2011، بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية.
وتوقف البيان الختاني عند "الاخطار التي تحدق" بالعالم العربي، و"الظرف العربي الصعب" الذي التأمت فيه القمة، ف"ثمة أزمات تقوض دولا وتقتل مئات الالوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من أبناء أمتنا... وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية".
ودعا الى "تكريس جميع الامكانات اللازمة للقضاء" على الارهاب واستئصاله "ضمن استراتيجية شمولية".
وفي مؤشر على تقارب بعد برودة، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة.
ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط اللقاء بانه "تطور هام جدا".
وجاء اللقاء بعد عشرة أيام من إعلان مصر استئناف تسلم شحنات نفط من المملكة كانت توقفت منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016.
وتوقفت شركة ارامكو عن توريد 700 الف طن شهريا من المشتقات النفطية الى مصر في خضم توتر سياسي بين البلدين حول الملفات الإقليمية، لا سيما منهما السوري واليمني.
وقال بيان من الرئاسة المصرية إن الملك سلمان وجه دعوة إلى السيسي لزيارة المملكة، وان الرئيس المصري رحب بذلك، ودعاه بدوره لزيارة مصر.