تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات ملاحقة الصحفيين في خطوة تعكس تخوفها من حرية الصحافة، كما يؤكد مختصون في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/ أيار من كل عام.
وتشير بيانات فلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل (12) صحفيًّا فلسطينيًّا في سجونها.
وأوضح رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني توفيق السيد سليم، أن سلطات الاحتلال تواصل جرائمها وعدوانها على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية.
وقال لصحيفة "فلسطين": "تمارس سلطات الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين انتهاكات مبرمجة في محاولة منها لثنيهم عن ممارسة دورهم في نقل جرائمها، وتوعية الرأي العام بمظلومية شعبنا ومدى الظلم الواقع عليهم".
وذكر السيد سليم أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 12 صحفيًّا داخل سجونها مضى على اعتقالهم أعوام، بينهم صحفيتان، وبعضهم قيد الاعتقال الإداري المخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية، إلى جانب عمليات الملاحقة والتهديد ومصادرة الأدوات والمعدات.
وترحم على شهداء الصحافية، مستذكرًا الشهيدين المصورين الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، اللذين استشهدا في أثناء تأدية عملهم خلال مسيرات العودة، مؤكدًا تعمد الاحتلال استهدافهم بشكل مباشر رغم ارتدائهم الدرع الذي يحمل شعار أنهما يعملان في مجال الصحافة.
وجدد التأكيد على تعمد الاحتلال في إيذاء الصحفيين وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء بهم والخسائر في صفوفهم؛ لمنعهم من مواصلة عملهم في نقل الحقيقة، مدللًا على ذلك باستهداف المصورين الصحفيين "معاذ عمارنة، وعطية درويش، وسامي مصران" الذين فقدوا أعينهم من جراء استهدافهم المباشر من قبل جيش الاحتلال خلال تأدية أعمالهم.
وأكمل: "الصحفيون مستمرون في عملهم، وجاهزون لدفع كل ما يملكونه من أجل مواصلة نقل الحقيقة وكشف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني".
ودعا السيد سليم لحماية الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين ووقف الانتهاكات والملاحقات المتواصلة بحقهم سواء على يد الاحتلال الإسرائيلي أو على أيدي أجهزة أمن السلطة لمواصلة عملهم في نقل الحقيقة.
استهداف ممنهج
في حين أكدت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير أماني سراحنة، أن سلطات الاحتلال تنتهج سياسة اعتقال الصحفيين والنشطاء في محاولة لتقويض دورهم المجتمعي والثقافي والسياسي، ومنعهم من الكشف عن جرائمها، من خلال ملاحقتهم واعتقالهم المتكرر، أو بالاعتداء المتكرر عليهم في أثناء عملهم.
وبينت سراحنة لصحيفة "فلسطين" أن من بين الصحفيين المحكومين أحكامًا عالية في سجون الاحتلال، محمود عيسى، المحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات و46 عامًا، وباسم خندقجي المحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات، وأحمد الصيفي المحكوم 17 عامًا، ومنذر مفلح المحكوم بالسجن لمدة 30 عامًا.
وذكرت أن سلطات الاحتلال استخدمت الاعتقال الإداري الممنهجة، لملاحقة الصحفيين وكتاب الرأي، في محاولة لمصادرة حرية الرأي والتعبير، تحت ما يسمى وجود "ملف سرِّي"، ومنهم الأسيرة الصحفية بشرى الطويل، التي تعرضت للاعتقال الإداري أكثر من مرة، وكان آخرها في شهر كانون الأول/ ديسمبر العام المنصرم، وما تزال معتقلة.
وأشارت إلى أنه منذ العام المنصرم استهدف الاحتلال بشكل خاص الصحفيين في القدس، ومنع طاقم تلفزيون فلسطين من العمل، أو التواصل مع بعضهم بعضًا، كما واستدعى عددًا منهم للتحقيق عدة مرات، ويواصل ملاحقتهم.
ويعد اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لتذكر الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل إيصال رسالتهم وتأدية واجبهم، والتأكيد على المبادئ الأساسية، وتقييم حال حرية الصحافة في العالم، إضافة إلى الدفاع عن الإعلاميين ووسائل الإعلام ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، وضد انتهاك حريتهم.