في اليوم العالمي للصحافة قبل ثلاثة عشر عاما انطلقت صحيفة فلسطين (حارسة الحقيقة) في غزة، ونافست منذ انطلاقتها كبريات الصحف الفلسطينية كالقدس والحياة والأيام، ذلك أنها كانت إضافة نوعية في تغطية الخبر الفلسطيني والعربي، وذات تمييز في مقالات الرأي، وحرية التعبير، والتعقيب والنقد.
صحيفة فلسطين انطلقت صحيفة مستقلة، تديرها سياسة تحريرية موزونة، همها الوطن، والقضية، والكل الفلسطيني، فكانت منبرا صادقا للمصالحة والشراكة، كما كانت مدفعا للمقاومة، ورحمة للمظلومين من أبناء المجتمع. اهتمت بالأسرى وحملت قضيتهم عبر صفحاتها اليومية للعالم، وعالجت موضوع جائحة كورونا بموضوعية ومسؤولية، وزودت القراء بإرشادات طبية يومية، وما زالت في مركز الرعاية الصحية الإعلامية.
ثمة صحف باعت نفسها واستقلاليتها لدول أخرى بقصد تحقيق الربح المادي، من خلال تسويق سياسات الدولة الممولة، في حين ظلت فلسطين على استقلاليتها، وابتعدت عن الدول والمنظمات، وجعلت همها الخبر الصادق، والتحرير المسؤول، ولم تتوقف يوما عن أداء رسالتها رغم تراجع المدخولات المالية بسبب الأزمات، ومنع بيعها في الضفة الغربية!
عاشت صحيفة فلسطين حروبا ثلاثا، وظلت تصدر ورقيا وإلكترونيا، وظلت على تواصل مع قرائها، والمجتمع، والمؤسسات، رغم أخطار القصف والقتل. ولم تتوقف في ظل جائحة كورونا رغم توقف مصانع ومؤسسات تعليم، وشركات طيران، وطبقت الصحيفة خططها الخاصة بالطوارئ في زمن الحرب والكوارث، الأمر الذي يعني أن هناك طاقما إعلاميا مضحيا، يحمل بين جنبيه روحا فدائية، وانتماء لا يتزعزع بضرورة إصدار الصحيفة في كل الظروف والأحوال، ليس بغرض الربح، بل بغرض الخدمة والتواصل.
في صحيفة فلسطين طاقم فني وإداري متناغم، كل فرد فيه يفهم رسالته، ويتكامل بها مع الآخرين، وهذا الطاقم يستحق منا التحية في ذكرى يوم تأسيس الصحيفة، وفي ذكرى اليوم العالمي السنوي لحرية الصحافة. كل التحية لكم يا أبطال الكلمة، في يوم عيدكم، وفقكم الله وعزز من قدراتكم على العمل والعطاء.
أخوكم...