فلسطين أون لاين

في الذكرى الـ41 لـ"يوم الأرض"

تصعيد الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيي الـ48م غير مسبوق

...
الاحتلال يهدم محل أزهار فلسطيني (أ ف ب)
القدس المحتلة - الأناضول

تحل الذكرى السنوية الـ "41" ليوم الأرض هذا العام، في وقت يقول فيه قادة من فلسطينيي الـ48م ، إن التصعيد الإسرائيلي ضدهم غير مسبوق.

ومنذ العام 1976، يحيى الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 48م في الثلاثين من مارس/آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض، من خلال المسيرات الشعبية والندوات.

ففي ذلك العام صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساحات كبيرة من أراضي فلسطينيي الـ48م ، ما فجر مواجهات استشهد على إثرها 6 فلسطينيين وأصيب واعتقل المئات.

ويرى قادة فلسطينيي الـ48م أن الذكرى تحل هذا العام "وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق".

وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيل للعرب في (إسرائيل)) إن ذكرى يوم الأرض تحل هذا العام في ظل "تغوّل غير مسبوق لـ(إسرائيل) وأجهزتها ضد الإنسان العربي".

وقال بركة:" إنهم يستهدف الحجر والبشر".

وأضاف:" إلى جانب الفكر العنصري المتأصل بالصهيونية، فإن المؤسسة الحاكمة في (إسرائيل) تعتقد أن تصعيد القمع ضد شعبنا هو أمر مربح سياسيا ًوحزبياً ".

وتابع بركة:" لذلك نرى أنه يقف على رأس جوقة المحرضين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصياً، وبما أنه يواجه شبهات فساد شخصي، فإنه ليس من المستبعد أن يكون التصعيد أكبر من أجل التملص من استحقاقات التحقيقات".

وعادة ما كانت تشهد المدن والقرى والبلدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م إضراباً عاماً لمناسبة يوم الأرض، ولكن ليس هذا العام.

وقال بركة:" لقد تم إعلان الإضراب مرتين خلال الشهرين الماضيين ومع ذلك فإنه سيتم إحياء المناسبة بما يليق بها في الجليل (شمال) والنقب (جنوب) يومي الخميس والجمعة وأيضاً، من خلال تخصيص حصتين حول يوم الأرض في المدارس".

ويتفق الشيخ كمال خطيب، رئيس فرع "الحريات"، في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مع بركة، في أن الذكرى السنوية تحل هذا العام في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت إلى أن ملامح هذا التصعيد تتمثل في تصعيد هدم المنازل في وقت يتهدد الهدم أكثر من 50 ألف منزل لفلسطينيي الـ48م بحجة البناء غير المرخص، مع استمرار مصادرة الأرض واستهداف المؤسسات والأحزاب.

وقال الشيخ خطيب:" يوازي ذلك استهداف التراث والمقدسات، ومن بينها مقبرة القسام في حيفا التي يجري التخطيط لإقامة شركات إسرائيلية عليها".

وأضاف:" ليس ببعيد عنها، يتم استهداف المسجد الأقصى المبارك من خلال الاقتحامات اليومية وإعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو،قراره السماح لوزراء ونواب الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد بعد شهر رمضان" .

وتابع الشيخ خطيب:" هذا كله يشير إلى المرحلة الصعبة التي نعيشها ".

وحذر الشيخ خطيب من أن التحريض والعنصرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي تحمل في طياتها تصعيداً في هذه الأوضاع.

وقال:" إن مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي وعبر التربية التي ربت بها عناصر الشرطة بالكراهية والحقد على المواطنين الفلسطينيين تجعل احتمال التصعيد وارداً في أي لحظة وهم من يبادرون اليه كما جرى في أم الحيران، حينما تم قتل يعقوب أبو القيعان وفي مدينة القدس حينما اعتدى شرطي سائق شاحنة وغيرها الكثير من الحوادث المشابهة".

وطبقاً لمعطيات مكتب الإحصاء الإسرائيلي فإنه يعيش نحو مليون و400 ألف فلسطيني في دولة الاحتلال الإسرائيلي ويشكلون 20% من عدد السكان البالغ 8 ملايين ونصف المليون نسمة.

وبحسب مؤسسة التأمين الوطني في دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن 53% من فلسطينيي الـ48م يعيشون تحت خط الفقر.

ولا تقتصر فعاليات الاحتفال بيوم الأرض على فلسطينيي الـ48م، حيث يُحيي الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطينيو الشتات الذكرى.

وتعتبر ذكرى "يوم الأرض"، رمزاً للصمود لدى الفلسطينيين، إذ أنها تروي قصة الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثّل بـ"الأرض".

وتعود الجذور التاريخية لـ"يوم الأرض"، وفق مؤرخون، إلى عام 1948 "النكبة الفلسطينية".

إذ أجبرت المنظمات الصهيونية مئات الآلاف من الفلسطينية على الهجرة.

لكن نحو (156) ألف فلسطيني، بقوا داخل حدود فلسطين المحتلة عام 48م .

واستمرت سياسات التضييق الإسرائيلي على أولئك الفلسطينيين، بهدف دفعهم لمغادرة البلاد؛ ومن ثم مصادرة أراضيهم وأملاكهم.

وشهد عام 1976، مصادرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين الواقعة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينية مطلقة، وخاصّة في منطقة الجليل (شمال).

وعلى إثرها، أعلن الفلسطينيون "إضراباً شاملاً"، احتجاجاً على سياسة "مصادرة أراضيهم ".

واعتبرت هذه الخطوة، بحسب المؤرخين، أول تصعيد من قبل فلسطينيي الـ48م ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.

وحاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي التصّدي لهذا الإضراب، فدخلت بآلياتها العسكرية ودباباتها إلى القرى الفلسطينية، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات في صفوف الفلسطينيين رفضاً لسياسات القمع الإسرائيلي.

وبدأت شرارة مظاهرات يوم الأرض يوم 29 مارس/ آذار 1976 بمظاهرة شعبية في بلدة دير حنّا، تعرضت "للقمع" الشديد من شرطة الاحتلال ، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان "القمع" أقوى، حيث سقط خلالها شهيد وعشرات الجرحى.

وأدى خبر استشهاد المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق الفلسطينية في اليوم التالي.

وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني (29-30 مارس/ آذار) سقط 6 شهداء، ليتم إطلاق "يوم الأرض" على 30 مارس/ آذار من كل عام.

ورغم أن الشهداء يحملون جنسية الاحتلال الإسرائيلي ، لكنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت مطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في ظروف استشهادهم.

ورغم مرور 41 عاماً على أحداث يوم "الأرض"، إلا أن معركة "الأرض" ما زالت مستمرة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، بكافة أشكالها.

ويرى عبد الهادي حنتش، خبير الاستيطان في الضفة الغربية، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل سعيها لـ"تهويد الأرض الفلسطينية، كي توجد غلبة سكانية يهودية فيها، من خلال تشجيعهم على السكن في المستوطنات؛ مستخدمة الدين والامتيازات المادية والتسهيلات الحياتية لهم".

وقال حنتش :" إلى جانب مصادرة أراضي الفلسطينيين داخلأراضي الـ48م، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ مخططاتها للاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، أبرزها تقسيم الضفة إلى 15 جزء، بحيث يكون للفلسطينيين 8 كنتونات معزولة عبر تجمعات استيطانية وشوارع التفافية وأنفاق".

وختم قائلاً: سياسة الاستيطان "التهمت الجزء الأكبر من الأرض الفلسطينية، ومن الجانب الفعلي لم يتبقَ أرض يقام عليها دولة فلسطينية".