أنهت صحيفة "فلسطين" اليومية عامها الثالث عشر، ودخلت عامها الرابع عشر، رغم كل المخاطر التي أحاطت بها, خاصة في عام 2020 الذي فرض واقعاً صعباً على واقع الحياة، بسبب تفشي فيروس "كورونا" الذي طال غالبية دول العالم ومنها الأراضي الفلسطينية وتحديداً قطاع غزة.
وعايشت الصحيفة التي انطلقت في الثالث من شهر مايو/ أيار عام 2007، بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، كل مجريات الأحداث في قطاع غزة، منها العدوانات الإسرائيلية الثلاثة، في الأعوام 2008 و 2012 و 2014، وصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" عام 2011.
واستطاعت "فلسطين" تجاوز الصعوبات التي حاولت عرقلة عملها، بفعل جائحة "كورونا" هذا العام، واستمرت في أداء عملها متماشية مع الإجراءات الاحترازية التي أقرّتها الجهات الحكومية في القطاع، رغم أن الكثير من الصحف الدولية توقفت عن العمل نظراً للأوضاع السائدة.
وعلى مدار ثلاثة عشر عاماً، حققت صحيفة "فلسطين" نجاحات وإنجازات عدّة، وحصد الصحفيون العاملون فيها على العديد من الجوائز المحلية والدولية.
وكان آخر الجوائز عام 2019، حيث حصل الزميل الصحفي يحيى اليعقوبي على المركز الثاني في جائزة "سمير قصير" الدولية، والمركز الثالث في جائزة منظمة للصليب الأحمر، والمركز الثاني في جائزة الصحافة الاستقصائية لمؤسسة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، والمصور الصحفي ياسر قديح عن جائزة تغطية الصحافة الطبية.
كما حصل الزميلان عبد الرحمن الطهراوي وعبد الرحمن الافرنجي على جائزة مركز الدوحة لحرية الإعلام بإعداد "انيميشن".
فيما فاز عددٌ آخر من صحفيي "فلسطين" بجائزة دبي للصحافة و"أريج" للصحافة الاستقصائية، وجوائز محلية وعربية ودولية أخرى.
مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة، أكد أن الصحيفة منذ انطلاقها واكبت وتابعت ملفات الثوابت الفلسطينية وقضية القدس والاستيطان في صفحاتها بشكل يومي.
وأوضح أبو شمالة، أن قضايا الأسرى والاستيطان واللاجئين وحق العودة، كانت لها نصيب من الصفحات وخصصت ملفاً كبيراً لمتابعة مسيرات العودة ومواجهة الصفقة منذ انطلاقها.
وأضاف أن "الصحيفة كانت في الصفوف الأولى في تغطية أحداث مسيرات العودة، حيث أُصيب رئيس قسم التصوير فيها ياسر قديح بجراح خطيرة".
وتابع "نستذكر في هذا اليوم أن فلسطين وغزة والعالم أجمع يمرون بوباء جديد شلّ كل مرافق الحياة، حيث تعرضت غزة كما غيرها لهذا الوباء، ولكن لخصوصية حالتها وقلت ذات اليد من المعدات تعاملت بشكل صارم مع القادمين من الخارج ونفذت الحجر الإلزامي خلافا لدول العالم".
وفي هذا الصدد، قالت سكرتيرة التحرير في الصحيفة سمر شاهين، إن الصحيفة كان لها صوت المسؤولية المجتمعية تجاه فيروس "كورونا" حيث عمدت ومنذ البداية على نشر توعية للمواطنين بالتعاون مع المؤسسات القائمة وخاصة وزارة الصحة، وعمل "برشور" خاص بالفيروس بالتعاون مع الإغاثة الطبية.
وأوضحت شاهين أن "فلسطين" أعدت سلسلة من الانفوجرافيك الهادف لتجنب الإصابة بفيروس "كورونا" من خلال نشره على كل منصات التواصل الاجتماعي وتخصيص مساحة في الصفحة الأخيرة للصحيفة.
وأشارت إلى أن صحفيي "فلسطين" عملوا على توعية السائقين من خلال حملات مخصصة، وتوزيع "كمامات طبية" على عدد من المواطنين وشرح آلية ارتدائها للوقاية من الفيروس.
وأكدت أن صحفيي "فلسطين" واصلوا الليل بالنهار في العمل من خلال التواصل مع الأطباء والمحجورين وإبراز قصصهم وإنتاج الحوارات والتقارير الخاصة المتعلقة بالطواقم الطبية والشرطية العاملة في أماكن الحجر، إضافة إلى أنها انفردت بتقرير موسع تناول طبيعة المختبرات الطبية لعمل فحص "كورونا".
ووفق شاهين، فإنه من ضمن المسؤولية استغلت الصحيفة لوحة الإعلانات الخاصة بها من خلال عمل رسومات توعوية حول طبيعة الفيروس وطرق الوقاية منه، كما خصصت ملفا كاملا له, حيث لا تخلو أعدادها اليومية من تناول جوانبه ونقل الصورة الحقيقية لقطاع غزة والضفة والعالم أجمع.
الخطط القادمة
حول الخطط التي أعدتها الصحيفة خلال المرحلة القادمة، قال مدير تحريرها أبو شمالة، إن إدارة الصحيفة أعدت خطة لتقديم خدمة إخبارية باللغة الانجليزية للقراء الموجودين في الأمريكيتين.
وكما تضمنت الخطة وفق أبو شمالة، زيادة عدد الملاحق التعليمية لتشمل جميع المراحل التعليمية، وزيادة الملاحق الأسبوعية التي تتناول كل القضايا الحساسة في قطاع غزة والضفة الغربية وكل أماكن تواجد الفلسطينيين.