فلسطين أون لاين

"أبناء البلد".. مبادرة خيرية يزهر عملها في رمضان

...
غزة-أدهم الشريف

ينشط مجموعة من الصحفيين والنشطاء الشبابيين بغزة في تقديم الخدمات الإغاثية لعائلات معوزة في القطاع الساحلي البالغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة، بينهم نسبة تعيش تحت خط الفقر نتيجة الحصار المفروض منذ ما يزيد على عقدٍ من الزمان.

ويستثمر هؤلاء صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لبيان معاناة العائلات وجلب المعونات من الداخل، وتوزيعها على الناس المحتاجين. وفي الغالب تلقى الحملات التي ينفذونها استجابة من المقتدرين.

ومن بين هؤلاء الصحفيين المصور الصحفي فادي شناعة، الذي يعمل في إحدى وكالات الأنباء الدولية، ويعد من الأشخاص الأوائل الذين أطلقوا مبادرة "الصحفي الإنسان" عام 2016، لإغاثة أسر مستورة بغزة، انطلاقًا من مسؤولية الصحفي تجاه المجتمع، كما يقول.

ويضيف شناعة لصحيفة "فلسطين": "الصحفي عليه ألا يكتفي بكتابة الأخبار أو قصص الوجع عن العائلات الفقيرة، وإنما عليه أن يسجل بصمة إنسانية في قلوب العوائل المستورة".

ويقول إن المبادرة جاءت لتقديم يد العون والمساعدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، بسبب "الحصار الظالم".

ويتابع: "كان لا بد للإنسان الذي يعمل في المجال الصحفي أن تكون له بصمة إنسانية اجتماعية تحمل رسالة واحدة هي رسالة التضامن والتكافل من أجل الوقوف إلى جانب هذه العوائل".

ولجأ شناعة إلى نشر ما وصفها "قصص الوجع" على صفحته على موقع "فيس بوك"، التي كان من خلالها يعرض معاناة عائلات فقيرة جدًا، محاولاً بذلك مخاطبة قلوب الناس، ولاقت منشوراته اهتمامًا واستجابة كبيرة من العديد من المواطنين الذين قدموا التبرعات.

ويضيف: "أصحاب الدخل المتوسط كانوا أول المبادرين لتخفيف المعاناة عن هؤلاء الفقراء".

وخلال رمضان 2020، أشار إلى إطلاق مبادرة عاجلة تستهدف أسرا مستورة بغزة.

ويلفت إلى أن أصحاب الدخل اليومي لهذا العام، أصبحوا يعانون كما الفقراء تمامًا نتيجة توقف أعمالهم اليومية، بسبب فيروس "كورونا" الذي تفشى حول العالم، وقد أضاف عددا كبيرا من العاملين إلى طابور البطالة الذي يزداد يومًا بعد يوم، نتيجة الحصار والعدوان وتدمير البنى التحتية خلال السنوات الماضية.

ويشير إلى أن المبادرة تشمل تنظيم العمل الإغاثي في غزة بعيدًا عن العشوائية، وجمع المبادرين ضمن هيئة تأسيسية هدفها الوصول إلى الفقراء وجمع البيانات عن أصحاب الدخل اليومي.

وأولى حملات هذه المبادرة؛ حملة "غيث القلوب"، وهي تستهدف أصحاب الدخل اليومي، وتوفير طرد غذائي خلال شهر رمضان، والحملة الثانية مخصصة لتعبئة أنابيب الغاز لعائلات فقيرة، وهي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم، والأخرى خصصت للوقوف إلى جانب المرضى، وذلك بعد أن تلقينا مناشدات من مرضى مصابين بالسرطان وأمراض مستعصية أخرى.

ويؤكد ضرورة تكاتف المبادرين للوقوف إلى جانب هذه الشريحة في ظل العجز الحاصل بالأدوية بغزة.

والحملات الثلاث، والقول لشناعة، تأتي ضمن مبادرة "أبناء البلد"، لإرساء مفهوم التضامن والتكافل والإنسانية بين المواطنين، والوقوف إلى جانب المحتاجين، مشيرًا إلى أن مساهمة المبادرين لهذا العام ليست كما العام الماضي، بسبب الظروف الحالية، وما فرضته "كورونا" من أجواء جديدة على الجميع.

ويشير إلى أن عدد المستفيدين من مبادرة "أبناء البلد (تجمع المبادرين)"، يقدر بالمئات.

ويؤكد أهمية استمرار المبادرات الإغاثية على مدار العام وعدم الاقتصار تقديم المعونات من المقتدرين في شهر رمضان.

والصحفيون القائمون على المبادرات، إضافة إلى شناعة، هم: سعيد الطويل، ونادر سليمان، وغالية حمد، ونسرين أبو شاويش، والنشطاء الشبابيون: سليمان اللوح، وزكريا أبو دلال، ورائد الطويل، وأمين شاهين.