فلسطين أون لاين

لجنة "التواصل مع المجتمع الإسرائيلي".. أداة لشرعنة التطبيع!

...
الهباش قاضي قضاة السلطة في لقاء تطبيعي

رغم الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها ما يسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" في منظمة التحرير، إلا أنها تستمر في عقد لقاءات تطبيعية مع أطراف إسرائيلية عدة في وضح النهار، لتشرعن هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال.

وتنقل لجنة التواصل التي يرأسها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، صورة مضلِلة عن مجتمع الاحتلال، وتُظهر للعالم أن الأخير يريد السلام ويمكن المراهنة عليه؛ للاستمرار في عملية التسوية السياسية.

وتشكلت لجنة "التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" بقرار من رئيس السلطة محمود عباس عام 2012، ضمن دوائر منظمة التحرير، ومهمتها كما تقول "التواصل مع المجتمع الإسرائيلي بهدف نقل الموقف الفلسطيني لهم".

وتحظى لجنة التواصل بدعم كامل من عباس وقيادات السلطة وفتح، وعقدت لقاءات تطبيعية نسقت لها اللجنة بمقر المقاطعة في رام الله، تنتظم بصورة دورية غير منقطعة منذ تأسيسها، دون اعتبار للظروف والتوقيت.

ووصف القيادي في حركة "فتح" عبد الله عبد الله، أعضاء لجنة التواصل بـ"الفدائيين"، معتبرًا عملها "وطنيا بكل المقاييس".

وتضم اللجنة عددا كبيرا من المسؤولين في السلطة من بينهم: أشرف العجرمي وزير الأسرى سابقًا، وإلياس زنانيري نائب رئيس لجنة، ووزير الصحة السابق فتحي أبو مغلي، وحسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة، ومنيف طريش عضو بلدية البيرة الحالي، إضافة إلى حمد الله الحمد الله رئيس بلدية عنبتا.

رفض شعبي واسع

وتعتبر جميع القوى والفصائل الفلسطينية، بما فيها المنضوية تحت منظمة التحرير، اللجنة أداة من أدوات التطبيع، ولا تنفك المطالبات بحلها.

وقام شبان في فبراير/ شباط الماضي بالهجوم بإلقاء زجاجات حارقة على مطعم في رام الله، استضاف لقاء تطبيعيًّا شارك فيه قاضي قضاة السلطة محمود الهباش مع مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين.

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الغليان الشعبي الرافض لكل لقاء تطبيعي يعقد سواء في (تل أبيب) أو رام الله، وسط مطالبات بالتراجع علنًا عن التطبيع والاعتذار لشعبنا عن تلك المشاركات.

وقد استقال المدني من لجنة التواصل التطبيعية في فبراير الماضي، بعد تعرضه لهجوم حاد من أطياف الشعب الفلسطيني، واتهامه بتشجيع تطبيع العلاقات مع الاحتلال، قبل أن يتراجع عن القرار عقب ضغوطات من عباس.

شرعنة للتخاذل

وتساءل المواطن إبراهيم جابر: "كيف نُدين الدول العربية وقناة MBC لأنها تُطبع مع الاحتلال بينما فلسطينيون يجلسون مع إسرائيليين علناً في (تل أبيب) ورام الله؟".

وأشار إلى أن اللقاءات التطبيعية التي تعقدها لجنة "التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" وقيادات السلطة وفتح، تعطي الضوء الأخضر لضعاف النفوس في العالم العربي لعقد لقاءات تطبيعية مع الاحتلال وتلميع صورته لدى المواطن العربي.

وأضاف جابر: "عندما نقول للعرب لا تُطبّعوا مع الاحتلال في ظل التهافت العربي للتطبيع مع الصهاينة، لا يجوز أن نكون كطرف فلسطيني المدخل للتطبيع العربي، أو نكون رأس حربة لهذا التطبيع عبر نشاطات تعطي الفرصة والمجال لكل من يُريد أن يُشرعن ويُصبح التطبيع لديه علنيًا بأنّ هؤلاء يقومون بالتطبيع، فلماذا نحن لا نقوم بمثل هذه العملية؟".

المصدر / فلسطين أون لاين