وجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التحية للعمال الفلسطينيين البواسل "الذين صمدوا في وجه الحصار الظالم، وفي وجه آلة البطش الصهيونية"، ودعتهم للمزيد من الصمود والتحدي.
وطالبت حركة حماس في بيان لها بمناسبة يوم العمال العالمي، الأمم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية والإغاثية تجاه العمال العاطلين عن العمل "باعتبار فلسطين منطقة متضررة ومنكوبة"، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ودعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى إنفاذ برامج التشغيل والمساعدات للعمال الفلسطينيين العاطلين في كل أماكن تواجدهم، وزيادتها لتتناسب وحجم الكارثة.
وأعربت عن شجبها واستنكارها للأصوات النشاز التي خرجت في أعمال "تسمى فنية"، تزايد فيها على الفلسطيني وكرامته، قائلة: "إننا في هذا الصدد ندعو الدول العربية للوقوف عند مسؤولياتها التاريخية والقومية والدينية، والقيام بدور فاعل تجاه جيش العاطلين عن العمل الذين تضرروا بفعل الجرائم الصهيونية، وسدت في وجوههم كل المنافذ".
ودعت الحركة شعبنا الفلسطيني إلى اغتنام هذا الشهر الفضيل للتكاتف والتكافل والبذل في وجوه الخير، ليرتقي كل من جهته، وليجبر الموسر كسر أخيه المعسر.
وفي الوقت ذاته، استنكرت سلوك الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية التي تمنع أهل الخير من تقديم المعونات للمعوزين، ومصادرة تبرعاتهم، واعتقال كل من يعمل لغوث أهله وجيرانه.
إليكم نص البيان:
بيان صحفي
صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
بمناسبة يوم العمال العالمي
الأول من أيار هذا العام ستصحو فيه شعوب الأرض على ذكرى جديدة ليوم العمال، هذه الذكرى التي تأتي هذا العام في ظل أوضاع وظروف خاصة أثقلت من كاهل العامل، وزادت من تجاعيد نظرة الغضب والإصرار بين عينيه، إنها الظروف التي فرضتها جائحة القرن على كل عمال الأرض، إلا أن العامل الفلسطيني يجد من مرارة هذا الوضع أضعافاً مضاعفة عما يلقاه نظراؤه عمال العالم.
فهو يواجه في كل يوم مضايقات الاحتلال من منع وحصار وملاحقة في قوت الأبناء، بل إن الاحتلال لم يتورع عن استغلال جائحة الكورونا في سبيل ممارسة مزيد من ساديته بحق كل فلسطيني، وعلى رأسهم العمال.
أولئك الذين يعملون في محاجر ليقيتوا أبناءهم الثمانية والتسعة والعشرة، وبعد أن كان يسل العامل الفلسطيني رغيف الخبز والأثواب والدفتر من الصخر، بات يقتطع من جسده ليغيث به من يعيل، لم يتوسل الصدقات يوما، ولم يصغّر أكتافه لمحتل غاشم.
يأتي هذا اليوم في هذا العام وما زال العامل الفلسطيني يعلم كل عمال الأرض أن العيب ليس في سواد البشرة بعد أن لفحتها الشمس، ولكنه في الركون لإملاءات المحتل.
وتأتي هذه الذكرى على عمالنا المتعطلين قسرا عن العمل في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا، والتي طالت الشجر والحجر والبشر، وما مجزرة عيون قارة عنّا ببعيد، واستهدفت كل مقومات الحياة، وسدت فيها كل منافذ العيش في وجه أبناء شعبنا عبر تدمير المنشآت الاقتصادية، وإغلاق المعابر، وتجريف الأراضي، وضرب كل مقومات الحياة.
عمالنا البواسل
يا صخرة يلجأ إليها الشعب إذا ما احتدمت الخطوب، ويا سدا منيعا في وجه كل محاولات الابتزاز في لقمة العيش والكرامة، وفي ظل هذا الواقع لا نملك إلا أن نوجه تحية إجلال وإكبار واعتزاز إلى رجالنا أصحاب السواعد السمراء التي حرمت من أبسط مقومات العيش، هؤلاء الرجال الذين قدموا عبر تاريخهم المجيد العديد من التضحيات، وسطروا بتضحياتهم أنصع صفحات الصمود والصبر والتحدي لظروف القهر والحرمان المفروضة على شعبنا في ظل عجز عربي وصمت دولي.
تمر هذه الذكرى في هذا العام ونحن نعيش في ظلال الشهر الكريم، شهر الخير والجد والعمل، ونستذكر فيه حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لليد التي باتت كالّة من العمل، ونستذكر فيها حرص رسولنا الكريم على إنفاذ حقوق العمال حتى قبل أن يجف عرق أحدهم، فلا يتعسف رب العمل في حق عماله ولا يهضمهم حقهم.
إننا في هذا اليوم العالمي للعمال وأمام الواقع الصعب والمعاناة الفائقة التي يعيشها عمالنا البواسل، فإننا نؤكد ما يلي:
1- تحية لعمالنا البواسل الذين صمدوا في وجه الحصار الظالم، وفي وجه آلة البطش الصهيونية، وندعوهم للمزيد من الصمود والتحدي، ونؤكد أن فرج الله قريب.
2- نطالب الأمم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية والإغاثية تجاه العمال العاطلين عن العمل "باعتبار فلسطين منطقة متضررة ومنكوبة"، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة.
3- ندعو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى إنفاذ برامج التشغيل والمساعدات للعمال الفلسطينيين العاطلين في كل أماكن تواجدهم، وزيادتها لتتناسب وحجم الكارثة.
4- نشجب ونستهجن بكل معاني الاستهجان تلك الأصوات النشاز التي خرجت في أعمال تسمى فنية، تزايد فيها على الفلسطيني وكرامته، وإننا في هذا الصدد ندعو الدول العربية للوقوف عند مسؤولياتها التاريخية والقومية والدينية، والقيام بدور فاعل تجاه جيش العاطلين عن العمل الذين تضرروا بفعل الجرائم الصهيونية، وسدت في وجوههم كل المنافذ.
5- ندعو شعبنا الفلسطيني إلى اغتنام هذا الشهر الفضيل للتكاتف والتكافل والبذل في وجوه الخير، ليرتقي كل من جهته، وليجبر الموسر كسر أخيه المعسر، في الوقت الذي نستنكر سلوك الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية التي تمنع أهل الخير من تقديم المعونات للمعوزين، ومصادرة تبرعاتهم، واعتقال كل من يعمل لغوث أهله وجيرانه.