الأوضاع الاقتصادية الصعبة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان أصبحت أكثر مأساوية إثر تعطل مَنْ كان يعمل منهم بسبب انتشار "كورونا" في لبنان والتزامهم بالحجر المنزلي، ليدخل شهر رمضان على تلك المخيمات وأغلب ساكنيها لا يجدون قوت يومهم في ظل تنصل "أونروا" من مسئولياتها تجاههم كما يؤكد مسؤولان فلسطينيان.
المسؤول السياسي لـ"حماس" في صيدا، أيمن شناعة أكد أن المخيمات الفلسطينية في لبنان تعيش وضعا اقتصاديَّا مأساويَّا يفوق الخيال وذلك لأن الأزمة في لبنان وصلت لوضع سيئ جدًا فسعر صرف الدولار الأمريكي قارب أربعة آلاف ليرة لبنانية، وهو أعلى سعر يصل له في التاريخ.
وقال: "ترتب على ذلك حياة اقتصادية أكثر سوءا داخل المخيمات كونها تعيش حالة من الفقر والحرمان وقلة الأيدي العاملة، فنسبة الفقر باتت أزيد من 80%، وهو رقم مخيف سيما مع نقص في السيولة بيد اللاجئين".
وأضاف شناعة: "يمر شهر رمضان حزينا على المخيمات في ظل أزمة كورونا وسوء الأوضاع الاقتصادية السيئة جدًا، إذ لا يستطيع اللاجئ الفلسطيني أن يوفر مستلزماته في هذا الشهر".
وبين أن ما تحتاجه المخيمات يفوق قدرات فلسطينيي المخيمات ومؤسساتهم لذلك على الأونروا أن تتحمل مسئولياتها تجاههم، وتقدم مساعدات مالية وعينية لتعينهم على تجاوز شهر رمضان وأزمة كورونا.
وتابع شناعة: "يحتاج شعبنا لقوت يومه حتى وصل الحال ببعض البيوت ألا تجد ما يسد رمقها والمصاريف اليومية التي تحتاجها في رمضان".
ولفت إلى وجود مبادرات فردية وفصائلية (عدد منها لـ"حماس") للتخفيف من وطأة الأزمة على اللاجئين، ولكنها لا تكفي مما يستوجب على المجتمع الدولي و "الأونروا" حمل هذا العبء سواء أكان ماليَّا أو صحيَّا أو ما يتصل بالحياة اليومية.
وقال شناعة: "الأونروا حتى هذه اللحظة لم تقم بما طلب منها سواء في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة أو كورونا، فهي وعدت بأن تقدم مشروع مساعدات مالية لشعبنا منذ أكثر من شهرين ولم تنفذ".
سلسلة أزمات
بدوره، بين مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي أن رمضان هذا العام يمر على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان بشكل يختلف عن السنوات السابقة نظرًا لتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في ظل أزمة كورونا .
وقال: "أزمة كورونا جاءت امتدادًا للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان من قبل وكان لها تأثير سلبي مباشر على أوضاع اللاجئين، وسبقها أزمة حق العمل التي أسهمت إلى حد كبير في تفاقم الأوضاع".
وأضاف هويدي: "فهي معاناة تراكمية منذ عقود على اعتبار أن اللاجئ الفلسطيني في لبنان محروم من حقوقه الاجتماعية والاقتصادية كالحق في العمل والتملك والاستشفاء والتعليم وغيرها".
ولفت إلى أن من المفترض أن تتحرك الأونروا وتفعل برنامجها المتعلق بالإغاثة والجانب الصحي المتعلق الخاص بمتابعة كورونا الذي تقصر فيه بشكل كبير جدا .
وتابع هويدي: "حتى المساعدات المالية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين من سوريا لم توزعها الأونروا حتى هذه اللحظة".
وأوضح أن الفلسطينيين في لبنان يرفضون نية "الأونروا" توزيع مبلغ خمسة ملايين دولار لحالات العسر الشديد فقط فالجميع محتاج.
وأشار إلى أن تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية ضاعف أسعار بعض السلع لثلاث مرات وهذا له مردود مباشر على تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الذين يعاني أغلبهم من انعدام الامن الغذائي والفقر الشديد في ظل توقف التحويلات المالية من الخارج الى لبنان.