فلسطين أون لاين

طفلك صائم أول مرة؟ حفزه ماديًّا ومعنويًّا

...
صورة تعبيرية
غزة-صفاء عاشور

مع دخول شهر رمضان المبارك، يستعد الأهالي لتعليم أطفالهم صيام هذه الأيام المباركة، وتبدأ الأمهات في التحدث إلى أطفالهن عن بركة هذا الشهر وأهمية الصيام فيه لنيل رضا الله والثواب العظيم في الدنيا والآخرة.

ونظرًا إلى صغر سن الأطفال الذين ترغب الأمهات في تدريبهم على الصيام هناك العديد من النصائح التي يجب الالتزام بها، ليحب الطفل الصيام، ويربطه بكل المعاني الجميلة التي ستُخزن في ذاكرته وتبقى معه حتى الكبر.

وفاء الدرة أم لطفلين، أكبرهما يبلغ ثمانية أعوام، والآخر يصغره بأربعة أعوام، تعمل حاليًّا على تدريب طفلها الكبير على الصيام ولو بضعة أيام من شهر رمضان، تبين أنها لم تفضل أن تبدأ معه موضوع الصيام قبل سن الثامنة لصغر سنه.

تقول في حديث إلى صحيفة "فلسطين": "إن المرحلة العمرية مهمة عندي في تعليم الطفل أي سلوك، والصيام هو عمل فيه مجاهدة يجب تعليمه للأطفال بحذر حتى لا يكرهوه، لذلك لم أفضل تعليم طفلي الصيام قبل هذه السن".

"لكن هذا –تتابع كلامها- لا يعني عدم تحدثي عن هذه العبادة خلال الأعوام الماضية، إذ كنت دائمًا ما أجملها في نظره، وكان دائمًا ما يطلب الصيام، وكان يصوم ساعات قصيرة تتراوح من ساعتين إلى أربع ساعات فقط".

وتلفت إلى أن سن طفلها الآن مناسبة لصيام يوم كامل دون الاشتراط عليه صيام 30 يومًا كاملة؛ فهو لا يزال صغيرًا، مشيرةً إلى أنه بمجرد صيام يوم كامل سيحصل على مكافأة معنوية ومادية من الوالدين لتشجيعه على الاستمرار في الصيام.

من جهته الاختصاصي النفسي والاجتماعي د. درداح الشاعر يبين أن الأهل إذا أرادوا تعليم الطفل سلوكًا معينًا يجب ربطه بمستويات من الجاذبية والتعزيز، حتى يبقى متعلقًا به، لافتًا إلى أن السلوك إن كان جميلًا يجب أن يكافأ عليه.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "فيما يتعلق بموضوع الصيام من الضروري البدء مع الطفل وتعليمه عليه منذ سن أربعة أعوام، بشرط أن تكون عملية التعليم بالتدريج، كأن يصوم عدد ساعات معين، أو نصف يوم".

أما التدرج في ساعات الصيام من عام إلى آخر فيمكن زيادتها دون إرهاق الطفل، أو إجباره على الاستمرار في الصيام، وفق حديث الشاعر.

وينصح بإيجاد عنصر المكافأة والتعزيز لسلوك الصيام، بالتحفيز المعنوي عبر التشجيع بالكلام والتصرفات، أو التشجيع المادي بتقديم الهدايا والمكافآت أو بالتعزيز الروحاني وربط الصيام برضا الله والثواب الكبير الذي يعطيه الله للصائم.

في زمن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) كانت بعض الصحابيات (رضوان الله عليهن) يفعلن ذلك، فعن الربيع بنت معوذ قالت: "كنا نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف)، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار".