رجح محلل أمني إسرائيلي، أن تنتقم حركة "حماس" لاغتيال القائد في جناحها العسكري "مازن فقهاء"، في غزة يوم الجمعة الماضي، بدون ترك أي بصمات لها.
وكتب يوسي ميلمان، المحلل الأمني في صحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الإثنين 27-3-2017:" الأرجح هو أن حماس ستحاول الانتقام لمقتل فقهاء، ليس مباشرة من غزة وإنما بطريقة غير مباشرة من الضفة الغربية أو القدس، بدون ترك بصماتها".
ورغم اتهام حركة حماس لـ(إسرائيل) بالوقوف وراء الاغتيال، إلا أن "تل أبيب"، لم تعترف رسميا، بالمسؤولية عن الحادث.
ولكن ميلمان قال:" على افتراض أن (إسرائيل) تقف خلف الاغتيال، فإنه يؤشر الى توجه جديد ".
وأضاف:" إذا كانت (إسرائيل) تستطيع اغتيال قادة حماس في غزة وخارجها دون أن تترك بصماتها، فإنها تظهر نهجا أكثر عدوانية".
ولفت ميلمان في هذا الصدد إلى أن الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، ناداف أرغمان، أمضى كل حياته المهنية في جناح العمليات الخاصة لمنظمته.
وجهاز المخابرات "الشاباك" هو المسؤول عن الأمن الداخلي في (إسرائيل) واعتقال والتحقيق مع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية.
أما جهاز المخابرات "الموساد" هو المسؤول عن العمليات والتجسس خارج (إسرائيل).
وقال ميلمان:" عندما تكون هناك جدوى استخبارية وتشغيلية دقيقة، فإن (إسرائيل) تميل إلى تنفيذ هذه العمليات، ولكنها لعبة خطيرة يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة".
لكن النائب الأسبق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، شاؤول شاي، يبدي رأيا مخالفا لـ"ميلمان"، حيث أشاد بأسلوب "الاغتيال المركز".
وكتب شاي اليوم في صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية يقول:" هناك فوائد كثيرة لاستغلال أسلوب الاغتيال المركز، من بينها: اصابة الجهات التي يمكن لاغتيالها أن يمنع عمليات أخرى في المستقبل، واجبار جهاز الارهاب على الانشغال في صراع البقاء الشخصي، وبالتالي تصعيب عمله ضد (إسرائيل) ".
وأضاف:" الاصابة العينية لناشط الارهاب تسبب أيضا، ضربة معنوية ونفسية للتنظيم الارهابي؛ وأخيرا، تسهم طريقة العمل هذه في تقليص إصابة الجهات غير الضالعة" وفق تعبيره.
وخلص شاي إلى الاعتقاد بأن "الاغتيال المركز هو احدى الأدوات الفاعلة التي تملكها (إسرائيل)، وطالما تم استخدامها بشكل مدروس، فان الفائدة من استخدامها، ستتفوق على سلبياتها".
من جانبه، يستبعد المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشواع، أن تؤدي عملية الاغتيال هذه إلى حرب جديدة في غزة.
وكتب اليوم الإثنين:" الاحتمال الأكبر أن تندلع الحرب بسبب (العائق) أو المشروع الجوفي الضخم الذي يستهدف القضاء على الأنفاق".
وكانت (إسرائيل) قد أعلنت الشروع في إقامة جدار أسمنتي في عمق الأرض وأعلاها على طول الحدود بين قطاع غزة و(إسرائيل) بتكلفة.
وقال يهوشواع: "بدأ العمل هناك قبل عدة أشهر، ولكن على امتداد عدة مئات من الأمتار فقط، وبشكل موضعي، ويتوقع أن يتم تسريع العمل بشكل ملموس في الصيف بواسطة مئات الآليات الهندسية الخاصة التي ستحتم توفير حماية كبيرة من قبل الجيش لها".
وأضاف:" يمكن التكهن بأن حماس لن تسلم بالحقائق المكثفة وستحاول عرقلتها منذ بدايتها، من أجل منع إقامة العائق، حتى بثمن خروجها لجولة أخرى من الحرب امام (إسرائيل) ".