لأول مرة لم تجتمع الفلسطينية سميرة الدغمة وابنتها نور، على مائدة إفطار رمضاني واحدة مع بقية أفراد أسرتها، إذ أنه منذ عودتهما من مصر لقطاع غزة قبل أيام، تم إخضاعهما لحجر صحي إلزامي، ضمن تدابير منع تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
وستقضي الفلسطينية الدغمة (55 عامًا) وابنتها نور (22 عامًا)، 21 إلى 28 يومًا في مركز الحجر الصحي قبل أن تعودا إلى منزلهما في حال تبين عدم إصابتهما بالفيروس.
ورغم تزيين المرأة الفلسطينية لغرفة الحجر الصحي ابتهاجا بقدوم شهر رمضان، وتواصلها الدائم مع بقية أفراد عائلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها لا تشعر بأجواء الصيام والإفطار التي اعتادت عليها مع أسرتها.
ومن داخل الحجر توجه الأم سميرة، عبر الاتصال الهاتفي أو المرئي، ابنتها ولاء (35 عاما) حول أنواع أطباق الإفطار والسحور التي ستحضرها في المنزل لشقيقيها.
وتقول الشابة ولاء إن والدتها وشقيقتها نور كانتا تعتزمان السفر للسعودية، لزيارة والدها المقيم هناك منذ العام 2008، إلا أنه بسبب تعطل حركة السفر جراء تداعيات فيروس كورونا، احتجزتا في مصر قبل أن تعودا لغزة، قبل نحو 10 أيام.
وتضيف أنها تحاول سد فراغ غياب والدتها عبر تحضير وجبات الإفطار والسحور لشقيقيها والقيام بأعمال المنزل، إلى حين انتهاء فترة الحجر الصحي، ولم شمل أفراد الأسرة من جديد.
وتشير إلى أنها اشترت زينة رمضان وتعمل على تحضير جميع الأكلات التي كانت تحضرها والدتها خلال شهر رمضان في الأعوام السابقة، في محاولة لإسعاد شقيقيها.
وتقول: "غياب والدتي ترك فراغا كبيرا ولم نشعر به إلا مع قدوم شهر رمضان. كانت تمنح المنزل أجواء جميلة. نتمنى أن تعود إلينا بخير وصحة لنعيش معا أجواء شهر الصيام".
وتعتزم ولاء إرسال بعض وجبات الطعام والمشروبات الرمضانية إلى والدتها وشقيقتها في محاولة لمشاركتهما أجواء الإفطار والسحور التي يعيشها بقية أفراد الأسرة داخل المنزل.
وتشير الشابة الفلسطينية إلى أنها تتصل بوالدتها خلال وقتي السحور والإفطار وتشاركها الحديث حتى الانتهاء من تناول الطعام.
ويتم وضع كل العائدين إلى القطاع من الخارج في حجر صحي إجباري مدة 21 يوما، في إجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا.