فلسطين أون لاين

​ضمن مبادرة "بادر"

برلمان للمراهقين في المناطق المهمشة لدعمهم وتثقيفهم

...
غزة - هدى الدلو

في ميدان العمل بمدرسة النور الخاصة التي ستحتضن برلماناً للمراهقين لدعم وتثقيف المناطق المُهمشة في قطاع غزة، ستكون المهمِة المُلقاة على عاتقه المحافظة على المكتبات التي ستوضع في شوارع الحي الهولندي، في مبادرة "بادر" أحد مبادرات مشروع تقوية الشباب التي تهدف إلى إنشاء مكتبات في الشوارع استكمالًا لمبادرة حملة جمع المليون كتاب.

"القراء لا يسرقون، واللصوص لا يقرؤون" مبادرةٌ أطلقت في العام السابق من أجل إخراج الكتب من بين الجدران التقليدية إلى الشوارع والميادين الرئيسة، بدلًا من أن تكون حبيسة الغرف والأرفف.

ولع مها أبو شمالة (24 عامًا) بالكتب واهتمامها بالمكتبات كان جزءًا مهمًا في مبادرتها التي أطلقتها قبل ما يقارب عام، ولكن كان السؤال المُلّح الذي يخطر ببالها دائمًا دون إيجاد إجابة شافية عليه هو: "كيف سيتم المحافظة على الكتب وهي بالشوارع؟" فكانت الإجابة من زميلها أحمد أحمد (28 عامًا) باقتراحه عمل برلمان في منطقة مهمشة، تتمثل مهمتهم في الحفاظ على الكتب.

تقول أبو شمالة: "بدأتُ مبادرتي: "القُراء لا يسرقون واللصوص لا يقرؤون"؛ وكانت حملةً لجمع مليون كتاب، وأثناء الجمع تحولت إلى مبادرة أوسع وأقوى تحت مسمى جديد مبادرة "بادر" هي في مرحلة التنفيذ والرعاية"، مشيرةً إلى أنها برعاية جمعية الثقافة والفكر الحر بالشراكة مع مؤسسة "الهكس"، تهدف المبادرة إلى إنشاء برلمان من المراهقين.

وأوضحت أن هذا العمل الجماعي انطلق مع بداية شهر آذار/ مارس، وستستمر لمدة ثلاثة شهور، حيث تم اختيار الحي الهولندي في مدينة خانيونس لتنفيذ عليه المبادرة لأنه يعاني من تهميشٍ ثقافي واجتماعي، وفئة المراهقين تواجه عدة مشاكل منها العنف.

وقاموا بإنشاء البرلمان الذي يتكون من 20 مراهقًا، تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى17 عامًا، عملوا على تدريبهم من خلال إلحاقهم بدورات وورشات عمل في الضغط والمناصرة، وتنمية التفكير والإبداع وغيرها من أجل إعداد قادة، وفي آخرِ يومٍ من التدريب قاموا بعمل انتخابات بين المراهقين، وتم اختيار فتاة كرئيس للبرلمان، و7 أعضاء سيقومون بعدة مبادرات مثل تنظيف وتشجير الحي.

وكان سبب اختيارهم لفئة المراهقين باعتبارها فئةً "هوائية المزاج" والتفكير، إلى جانب أن أهدافهم واتجاهاتهم في المُراهقة قابلة للتغيير والتبديل، ويسعون من خلاله إلى نشر ثقافة القراءة من الكتاب الورقي.

وتُعقب أبو شمالة: "من الجميل أن نُغير بهم ونوجههم إلى الطريق الصحيح؛ بالنسبة لنا القراءة مهمةٌ لضمان تقدم المجتمع ورفعته، فهي سلاحٌ يُواجه الغزو الفكري، لا سيما المراهقين الذين بعد عدة سنوات سيصبحون شبابًا يعتمد عليهم في رفعة الأمة وتقدمها.

كما نظموا ورش عملٍ مع الأهالي في المنطقة وسؤالهم عن المشاكل التي تواجه أبناءهم لمناقشتها في البرلمان، والآن قد وصلوا إلى مرحلة إنشاء المكتبات، فللبرلمان مقرٌ في مدرسة النور الخاصة، وسيتم إنشاء مكتبة في الداخل خشبية على شكل كلمة بادر، وثلاث مكتبات حديد بمظلات في شوارع الحي على الجدران لأهالي الحي.

وبينت أبو شمالة أن الكتب في مكتبات "بادر" تختص بالمراهقين وما يحتاجونه، أما في المكاتب الخارجية فهي تناسب النساء والرجال والشباب والأطفال، لافتةً إلى أنه تم مناقشة أهالي الحي وتم وتوفير الكتب التي طلبوها، وستتخلل المبادرة عدةَ أيامٍ ترفيهية لهم، وأمسيات ثقافية، والأهم من ذلك عقد ورشٍ للقراء مع المراهقين والأهالي في الحي.

وأوضحت أنه ستكون مهمة البرلمان الحفاظ على المكتبات، فيطمحوا إلى تطبيق المبادرة على جميع محافظات القطاع، وما زال أعضاء المبادرة يبذلون جهودهم في جمع الكتب التي تلبي احتياجات القراء من أهالي الحي، وستوفر خدمات متعددة كالاستعارة الذاتية والإرجاع، وحتى الشراء.