ماذا يعني تشكيل نتنياهو وغانتس حكومة جديدة بالتناوب؟! أقصد ماذا يعني هذا التشكيل لنا نحن الفلسطينيين؟! نعم، جاء تشكيل الحكومة بعد 3 انتخابات عامة في عام واحد، وبعد عسر وتنازع بين الليكود وحلفائه، وغانتس وشركائه. غانتس الجنرال سقط في ألاعيب ساحر الليكود، وأنتجا معا حكومة تقوم على الفساد كما قال باراك، لأنها حكومة يشكلها متهم بالرشوة والفساد، وخيانة الأمانة، وتسمح له بالتحكم بالقضاء؟!
ما جرى من تشكيل قائم على فساد صهيوني داخلي أمر لا يعنينا، لأننا نعلم علم يقين أن الفساد يتغلغل في خلايا الدولة والمجتمع الصهيوني، ولا يكاد يسلم منه مواطن، ولكن ما يعنينا أن هذين الفاسدين قد اتفقا معا على القيام بضم الأغوار في الأشهر الأولى من شراكتهما في الحكم، وتنسيق الإجراءات مع البيت الأبيض.
ماذا يعني ضم الأغوار؟! وكيف ننظر إليه؟! وهل نحن أمام قاصمة ظهر، أم عاصمة دهر؟! نعم، نحن على مفترق طريق خطير، هو أقرب للقاصمة، وأبعد ما يكون عن العاصمة، وقد نظرت في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع منظمة التحرير في ٢٠/٤/٢٠٢٠م، فوجدت فيه فقرة باهتة تتعرض لمسألة الضم، بلا لون ولا طعم. حيث لا يبين منها أدنى إجراء عملي لمواجهة الخطر ومنع تنفيذه، وكل ما فيها قلق، وبيان خطورة الإجراء على عملية السلام؟! وكأن أصحاب القرار والمنظمة، كاتب مقال يصف ما يجري، ويبحث في تداعياته، وفقط؟!
منظمة التحرير، ورئيس السلطة، وفتح، هم مسئولون وطنيا بحكم سيطرتهم على السلطة والحكومة، والتفاوض، والتمثيل، عن هذا الذي يجري من ضياع للأرض والمستقبل، بعد سنوات من التفاوض الفاشل، ومزاعم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، من خلال المفاوضات؟!
هذه الجهات التي ذكرت، والتي تؤول في النظرة الحقيقية إلى جمع الثلاثة المذكورين في واحد فرد، يقود مجتمعا يطالب بالتحرير وتقرير المصير إلى نهاية مأساوية، وفشل عميق ما بعده فشل؟! هو زعم أنه سيأتي بالتحرير وتقرير المصير بالمفاوضات لا بالمقاومة، التي هي في نظره عبثية، وعمل إرهابي، فجاءت النتيجة حتمية ضم القدس، والأغوار، والمستوطنات، ومن ثمة لا دولة، ولا تحرير، ولا تقرير مصير، ولا لاجئين، ولا قدس، ولا مياه، (وال مش عاجبه يضرب راسه في أقرب حيط).
إن فصائل فلسطين المباركة يقفون أيضا موقفا ضعيفا أيضا من رئيس السلطة، ومن حكومة الشراكة الجديدة، هم يصفون حكومة الاحتلال الجديدة، ويحذرون من ضم الأغوار، ويصفون موقف السلطة ، ولا يقدمون مقترحات بإجراءات محددة لمواجهة عملية الضم، ولا يوجد بينهم وبين السلطة أدنى تنسيق للقيام بالواجبات في هذه الحالة.
نحن باختصار أمام حالة من العجز الفلسطيني غير مسبوق، رغم وجود حكومة صهيونية ضعيفة، وعالم مشغول بجائحة كورونا؟! من أوصل الفلسطينيين إلى هذا المستوى من الضعف، وجعلهم في مركز المتفرج على الملعب دون المشاركة في المباراة؟! يقولون من أوصلنا هو الفرد الواحد الذي احتوى الثلاثة المذكورين آنفا؟! هم قالوا زعيمنا لا يخطئ ؟! بينما هو الخطأ بعينه في حصاد الأعمال لا الأقوال ؟!